- هناك حاجة ملحة لتطوير أساليب تجميع وإنتاج الطاقة المتجددة
-الطاقة الشمسية فرصة لتسخير الموارد البيئية لخدمة المجتمع والاقتصاد العماني
كوالالمبور- راشد بن أحمد البلوشي
أكّد الدكتور علي الوائلي الباحث في مجال الطاقة الشمسية بالجامعة الوطنية الماليزية أن السلطنة تتميز بتنوع مواردها وإمكانية استغلالها في استثمارات ضخمة، بالمقارنة بغيرها من دول مجلس التعاون، في حوار له مع "الرؤية".
الدكتور علي الوائلي حاصل على درجة البكالوريوس في هندسة الكهرباء والكمبيوتر من جامعة صحار بسلطنة عمان في عام 2016. في عام 2019، وحاصل على درجة الدكتوراه في الطاقة المتجددة من مؤسسة أبحاث الطاقة الشمسية في الجامعة الوطنية الماليزية. لديه أكثر من 26 منشوراً في مجلات الويب العالمية للعلوم (ويب اوف ساينس) وكذلك ضمن تصنيف سكوبس. أيضًا مراجع نظير في العديد من المجلات الدولية حول العالم، وعضو في معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات، والجمعية العالمية لتكنولوجيا الطاقة المستدامة والرابطة الدولية للمهندسين، إضافة إلى تأليف كتاب "الأنظمة الضوئية/ الحرارية: المبادئ والتصميم والتطبيقات" الذي تمّ نشره في الناشر العالمي سبرنجر ناتشور.
- في البداية هل لك أن تسلط الضوء على وضع قطاع الطاقة الشمسیة في الخلیج بصفة عامة وسلطنة عمان بصفة خاصة؟
هناك استمرار ملحوظ في تزايد الاستثمارات والمبادرات الحكومية لدعم الطاقة المتجددة في دول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص، وفي الشرق الأوسط بشكل أعم.
من وجهة نظري يعود هذا التزايد وبالتحديد في مجال الطاقة الشمسية إلى أربع أسباب رئيسية وهي، أولاً، توفر الطاقة الشمسية، أو الإشعاع الشمسي، في المنطقة وكذلك تنوع مصادر الطاقات المتجددة، وثانياً الانخفاض المستمر لأسعار تكنولوجيا الطاقة الشمسية بسبب تطورها التكنولوجي وزيادة كفاءتها، وثالثاً تزايد الإهتمام الدولي للموضوع عبر الاتفاقيات العالمية والتغطية الإعلامية المستمرة لنشر التوعية، ورابعاً تقلب أسعار النفط واكتشاف الكثير من الأضرار الصحية والبيئية المرتبطة بالوقود الأحفوري عبر العقود الماضية.
وشهدنا خلال السنين السابقة تزايدا مستمرا في الاستثمار في محطات الطاقة الشمسية، واستخدام الطاقة الشمسية في محطات تحلية المياه، وكذلك مرافق تصنيع الخلايا الشمسية.
- كيف يمكن استغلال الطاقة الشمسیة في المحافظة على صحة الإنسان والبيئة؟
أحد أهم خواص الخلية الشمسية هو سكون الخلية وعدم وجود أو الحاجة لأي حركة ميكانيكية في الخلية لتقوم بإنتاج الطاقة الكهربائية، بالتالي لا تنبعث من الخلية أي غازات سامة وكذلك لا تصدر أي نوع من أنواع الضوضاء، مما يجعلها صديقة للبيئة وكذلك مناسبة للمستهلك على المستوى السكني، وبالتحديد مستخدمي الخلية الشمسية فوق سطوح المنازل.
كما أنّ تسخير الطاقة الشمسية لإنتاج الطاقات الكهربائية والحرارية يساهم في الحد من انبعاثات الكربون وكذلك تقليل الغازات الدفيئة و التي تشكل خطرا على البيئة، وهي تعتبر عاملا أساسيا في زيادة الاحتباس الحراري والتغير المناخي، أما على المستوى المحلي، فتسخير الطاقة الشمسية يساهم في تقليل اعتمادية الفرد على المصادر التقليدية للطاقة ويستفيد الفرد عبر تقليل استهلاك المصادر التقليدية للطاقة وبيع الناتج من الطاقة الزائدة وبالتالي يقلل من فاتورة الكهرباء ، هذا وبالإضافة إلى الوظائف وفرص العمل التي تولد عند الاستثمار في الطاقة المتجددة.
- كیف ترى مستقبل الطاقة المتجددة في السلطنة، وكیف یمكن استغلالھا وما ھي المواقع في السلطنة؟
من وجهة نظري، المستقبل مشرق بالنسبة للطاقة المتجددة في السلطنة، ويوجد المجال لاستغلال الكثير من الفرص وتسخير الموارد البيئية لخدمة المجتمع والاقتصاد العماني، وكذلك الحفاظ على البيئة العمانية. حيث تتميز البيئة العمانية بتنوع المناطق الإحيائية (جبال الحجر وجبال ظفار، صحراء الربع الخالي وغيرها) وكذلك توافر المساحات الواسعة والتي تسمح بافتتاح مختلف مصانع توليد الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والطاقة الحرارية الأرضية، وغيرها. أمّا بالنسبة لتطبيقات الطاقة المتجددة فأرى أنّ كافة قطاعات الدولة قد تستفيد وبالتحديد القطاع الزراعي (الزراعة والثروة السمكية)، وقطاعي الكهرباء والمياه، وكذلك هناك الحاجة في استخدام الطاقة المتجددة في المناطق الصناعية (كمنطقة صحار الصناعية) وخطوط الطرق الكبرى (كطريق مسقط السريع).
- كیف ترى وتقیم التطور في قطاع الطاقة المتجددة والشمسیة بوجه خاص بما یتماشى مع مستقبل السلطنة؟
لا يزال مجال الطاقة الشمسية، في السلطنة من وجهة نظري بدائي؛ حيث هناك حاجة الملحة لتطوير أساليب تجميع وإنتاج الطاقة المتجددة، والتقليل من الخسائر المصاحبة لعملية إنتاج الطاقة والتي تتأثر بالعوامل المناخية، والجيوغرافية.
فعلى سبيل المثال هناك حاجة لاكتشاف وتحديد أنسب الطرق للحد من تأثير الغبار على نتاج الخلية الشمسية، واستخدام مختلف الطرق التكنولوجية الحديثة كمواد النانو من إجل تحسين نتاج الخلية الشمسية، وكذلك المجمعات الحرارية، بالإضافة لتكنولوجيا المجمعات الضوئية الحرارية الهجينة والتي قد زادت شعبيتها في الآونة الأخيرة.