"بودكاست الرؤية" يواصل استعراض الكتب.. و"الأنطولوجيا السياسية" أحدث المؤلفات

 

مسقط - الرؤية

تواصل خدمة بودكاست الرؤية، بث المزيد من البرامج المسموعة عبر تطبيق "ساوند كلاود"، ويأتي برنامج "من عمان للعالم" في صدارة البرامج التي تبث عبر البودكاست، فضلا عن برامج أخرى تتناول المقالات المنشورة في جريدة الرؤية، وأبرز التقارير الإخبارية.

وفي حلقة الأمس من برنامج "من عمان للعالم، تمّ استعراض كتاب "الأنطولوجيا السياسية عند مارتن هيدجر"، لمؤلفه بيير بورديو. ويبدأ البودكاست باقباس من إحدى مقولات هيدجر: "إِن لُغتِي هِي مسكنِيٌّ، وَهِي موطِنِيّ ومُستقِرِّيٌّ، وهِي حُدود عالمِيّ الحمِيمِ ومعَالِمِهِ وتَضَارِيسِه، ومِن نوافذِها ومِن خِلال عُيُونِهَا أَنظر إِلَى بقِّيَّة أَرجاء الكونِ الواسِع". والكتاب الذي ترجمه سعيد العليمي، يعود بالزمن إلى الوراء قليلا؛ ففي عشية الحرب العالمية الأولى وفي أعقابها، كانت الهوة تتسع في أنظار المثقفين بين وعود البرجوازية الحاكمة في الغرب وبين واقعها أي بين أيديولوجيتها وممارستها. وبحسب المؤلف: "في هذا الزمن جاء مارتن هيدجر ليوجه اهتمامه الفلسفي إلى مشكلات الوجود والتقنية والحرية والحقيقة وغيرها من المسائل. وتميز هايدغر بتأثيره الكبير على المدارس الفلسفية في القرن العشرين ومن أهمها الوجودية، التأويليات، فلسفة النقض أو التفكيكية، ما بعد الحداثة".

وحسب المؤلف، كان هيدجر يرى أنّ الحضارة الغربيّة حضارة تحيا أزمة، مرجعها انسحاب سؤال الوجود منها، فالوجود- من وجهة نظر هيدجر- وجود غامض، ولا يمكن أن يطرح إلّا كسؤال، تكمن إنسانيتنا في مواجهتنا أنفسنا به، والتّفكير فيه باللّغة، إلّا أنّ مواجهة سؤال الوجود يصيبنا بالقلق والألم؛ لأنّه يتضمّن مواجهة مع اللّاوجود والموت، والوجود- هنا- يدفعنا بنفسه نحو الإجابة، عن تفسير الوجود من حيث إنّه وجود ما، في هروبنا من ألم الوجود؛ فإنّنا نسقط في ميدان الموجودات، وإنّ للسّقوط شكلين: سقوط في عالم الاهتمامات اليوميّة، وسقوط في النّظريّة، وهذا السّقوط - بعيدًا عن الوجود - هو ما يميّز الغرب منذ أفلاطون - على حدّ تعبير هيدجر - وقد خبرنا الوجود من خلال الموجودات، كونه وجود للموجودات؛ فالفكر الغربيّ بعُد كثيرًا عن الوجود من حيث هو سؤال.

تعليق عبر الفيس بوك