وصية لبَّى لها العالم

فاطمة الحارثي

يحتاج المرء إلى أهداف سامية ليحاكي ويصنع قرارًا طويلَ الأمد عميقَ الأثر، إنَّها شريعة وسُنَّة حكمت مَن على الأرض، ونسجت نهجَ الإبقاء على حياتهم في توافق وتحقُّق لأسباب وجود الإنسان على الأرض كخليفة الله عليها.

بَدَأ أعزُّ الناس وأنقاهم بانِي عُمان الحديثة -طيب الله ثراه- أول خطاب له بنداء واضح مبين "وعلى كل واحد منكم المساعدة في هذا الواجب"، وختم آخر قول له بوصية تُكمل وحدة الكيان العماني شعبا وأرضا وفكرا: "معتصمين دائما تحت قيادته بوحدة الصف والكلمة والهدف والمصير، متجنبين كل أسباب الشقاق والفرقة والتناحر، عاملين بقوله تعالى "وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ" صدق الله العظيم".

الوحدة وقبول الآخر والعمل المشترك هو سرُّ بقاء ونهضة كل دولة وشعب، كما أن الإقرار بالمصير الواحد يجعل لتلك القوة صلابة لا تهن تحت وطأة أية عوارض وتحديات، وهذا ما أكده صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- "سوف نرتسم خُطى السلطان الراحل"، مؤكدا استكمال مسيرة النهضة العمانية بنهج آل سعيد الكرام، وشعب عمان الأوفياء "الأسس الثابتة التي قام عليها بنيان هذه الدولة العصرية، والتفافكم حول قيادته، واعتزازكم بما أنجزناه جميعا تحت قيادته الحكيمة". إنَّ مدرسة آل سعيد الكرام اتخذت من الوحدة قلمًا، ومن الثقة ورقة لتدوين اسم عمان على خارطة العالم وكُتب التاريخ، هم جزء من شعب آمن بالحق والعمل الجاد.

لبيَّك يا أعز الناس وأنقاهم، وسمعا وطاعة لوصيتك التي ختمتها بقول الحق جل جلاله، والتي دوَّنتها بكل حرص وحب لأهل عمان وأرضها وسلام العالم.

-----------------------

جسر:

بكلِّ يقين، نُؤمن بأنَّ صناعة وصية تحدد مصير أمة، وتكمل نهضة ونموَّ أمم لم تكن إلا عن بصيرة رأت خيرَ خليفة لها طيبة وصالحة، ارتجينا خيرًا وهلَّلنا لها عند سماعنا لقوله: "وينبغي لنا جميعا أن نعمل من أجل رفعة هذا البلد وإعلاء شأنه، وأن نسير قُدما نحو الارتقاء به إلى حياة أفضل، ولن يتأتَى ذلك إلا بمساندتكم وتعاونكم وتضافر جميع الجهود للوصول إلى هذه الغاية الوطنية العظمى".. السلطان هيثم بن طارق.