حروب نوعيّة لهدم الأمم

لا شك أنّ التفكير التآمري جزء من صناعة التاريخ الإنساني، فكم من حادثة دُبرت بليل وفي الخفاء لتدمير أمة أو هدم مقدرات وطن، والأمثلة عديدة، والوثائق التاريخية خير برهان على هكذا طرح، وفي عصرنا الحالي تنوّعت هذه الأحداث التي تسببت في انهيار الدول وعصفت باقتصاداتها، فقد كان ما يلزم هو إشعال الفتيل، ثم تسري النيران فيه بسرعة الضوء لتُكتب النهاية العاجلة.

والحروب النوعيّة التي تستهدف الدول تتباين بين حروب اتصالية عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتهدف إلى خلق رأي عام متحفز يسوده الضجر وتهيمن عليه مشاعر السخط الدائم، بناء على معلومات خادعة وكاذبة يتم تمريرها على أنّها موثوقة وصادقة؛ وبين حروب بيولوجية تفتك بجسم الإنسان، وتنشر الرعب والذعر في المجتمعات، وما أدل على ذلك من الحرب المشتعلة رحاها الآن في الصين، حيث تفشى فيروس غامض غير معروف المصدر في إحدى مقاطعات جمهورية الصين الشاسعة، لكنّ الأمر تحول إلى ذعر عالمي، استفادت منه الدول المنافسة للتنين الصيني الذي نما حجمه بصورة لم يتوقعها أحد، ما يشير إلى حالة من الاستهداف المتعمد.

إنّ ما يجري في العالم من حولنا لا ينبغي علينا أن ننظر إليه باعتباره سيرورة التاريخ وحسب، بل يجب أن نُمعن النظر في الدوافع والنتائج المتحققة، وقتها سندرك أنّ قوى الشر لا تريد الخير سوى لنفسها.

تعليق عبر الفيس بوك