رئيس وزراء فلسطين: خطة لحماية ترامب من العزل.. ونتنياهو من السجن

ترامب يعرض خطته للسلام بالشرق الأوسط على نتنياهو ومنافسه

 

واشنطن – رويترز

أطلع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قادة إسرائيل أمس على تفاصيل خطته للسلام في الشرق الأوسط، في الوقت الذي ندد بها مسؤولون فلسطينيون بوصفها "خطة لتصفية القضية الفلسطينية".

والتقى ترامب بشكل منفصل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزعيم المعارضة بيني جانتس في واشنطن بخصوص خطته التي طال تأجيلها والتي ظلت طي السرية.

ويخشى الفلسطينيون أن تبدد الخطة آمالهم في إقامة دولة مستقلة في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة. ويقول الزعماء الفلسطينيون إنهم لم يتلقوا دعوة لزيارة واشنطن وإن أي خطة سلام لا يُمكن أن تنجح بدونهم.

وقبيل الاجتماعات الأمريكية الإسرائيلية، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إن ترامب ونتنياهو يستخدمان الخطة لصرف الانتباه عن مشاكلهما الداخلية. ووجه مجلس النواب الأمريكي اتهامات لترامب الشهر الماضي وبدأ مجلس الشيوخ محاكمته بتهمة إساءة استغلال السلطة. ويواجه نتنياهو تهم فساد مع اقتراب انتخابات في الثاني من مارس هي الثالثة التي يخوضها في أقل من عام، وينفي الاثنان ارتكاب أي مخالفات.

وقال اشتية أمس في اجتماع وزاري في رام الله بالضفة الغربية المحتلة "هذه الخطة لحماية ترامب من العزل وحماية نتنياهو من السجن، ليست خطة للسلام في الشرق الأوسط، بل خطة سلامة الذات لأصحابها، هذه الخطة... ما هي إلا خطة لتصفية القضية الفلسطينية ونحن نرفضها ونطالب المجتمع الدولي بألا يكون شريكاً فيها لأنها تتعارض مع أبجديات القانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتصرف.

وتأتي خطة ترامب، التي مهندسها الرئيسي صهره جاريد كوشنر، عقب سلسلة طويلة من المساعي لتسوية إحدى أشد المشكلات استعصاء على الحل في العالم.

وكانت محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين قد انهارت في عام 2014، وتدعم الأمم المتحدة ومعظم الدول في أنحاء العالم مخططاً لحل يقوم على وجود دولتين باعتبار ذلك الأساس لكل خطة سلام منذ عقود.

وبعد اجتماعه أمس مع نتنياهو وجانتس سيدلي ترامب اليوم بتصريحات مع نتنياهو في البيت الأبيض حيث من المرجح أن يكشف الرئيس تفاصيل خطته. لكن من غير المؤكد ما إذا كانت الخطة ستحرك الجهود المتعثرة منذ فترة طويلة والرامية لعقد محادثات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

ويرفض الفلسطينيون الحوار مع إدارة ترامب ونددوا بالمرحلة الأولى من الخطة والتي تمثلت في خطة إنعاش اقتصادي بقيمة 50 مليار دولار تم الإعلان عنها في يونيو الماضي.

ويأمل البيت الأبيض في الحصول على بعض القوة الدافعة إذ تمكن ترامب من الحصول على تأييد نتنياهو وجانتس للخطة. وقال مسؤول في البيت الأبيض إن ترامب يريد ضمان دعمهما للخطة قبل إعلانها.

وكان جانتس، المنافس السياسي الرئيسي لنتنياهو، قد سحب الأسبوع الماضي اعتراضه على نشر الخطة قبل انتخابات إسرائيل في مارس.

ووصف الفلسطينيون خطة ترامب بأنها غير قابلة للنجاح حتى قبل نشرها. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه لم يعد بالإمكان اعتبار واشنطن وسيطا نزيها متهما إياها بالتحيز لإسرائيل. جاء ذلك عقب سلسلة من القرارات التي أصدرها ترامب والتي رحبت بها إسرائيل لكنها أغضبت الفلسطينيين. ومن بين تلك القرارات الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وتقليص المساعدات الإنسانية للفلسطينيين.

تعليق عبر الفيس بوك