"جيوتك" تحتضن المركز المتخصص الفريد من نوعه في السلطنة

تدشين "مركز عمان للهيدروجين".. ومذكرة تفاهم لإنشاء أول شركة للتصنيع والتصدير

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

< الرمحي: ننتج الهيدروجين حاليا.. ومستعدون للاستثمار الأخضر وفق دراسات الجدوى

 

الرؤية - نجلاء عبدالعال

تصوير/ راشد الكندي

دشَّنتْ الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عُمان "جيوتك"، أمس، "مركز عمان للهيدروجين"؛ وهو أول مركز بحثي تقني من نوعه في منطقة الخليج، وبجانب الشق البحثي والأكاديمي تمَّ توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء أول شركة متخصصة في صناعات الهيدروجين الصديق للبيئة في السلطنة وتصديره.

جرى التدشين تحت رعاية معالي المهندسة عزة بنت سليمان الإسماعيلية وزيرة التقنية والاتصالات، وبحضور أصحاب المعالي: الدكتور محمد بن حمد الرمحي وزير النفط والغاز، والشيخ عبدالله بن محمد بن عبد الله السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية، والمكرم حاتم بن حمد الطائي عضو مجلس الدولة، وسعادة توماس فريدريش شنايدر سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى سلطنة عمان، وعدد من أصحاب السعادة والسفراء والمسؤولين والخبراء بالمجال.

وأوضحتْ العروض المقدمة خلال التدشين تمتُّع السلطنة بالمقومات اللازمة لنجاح تصنيع ونقل وتصدير الهيدروجين الأخضر -النظيف- إلى دول العالم المختلفة؛ وذلك لما يتوافر لديها من موقع إستراتيجي ومواد خام ومساحات لازمة للتصنيع، إضافة إلى أنها تنتج بالفعل الهيدروجين وتستخدمه في صناعات المصافي والبتروكيماويات... وغيرها من المقومات التي تمكنها من أن تصبح دولة رائدة في مجال تصدير الهيدروجين الأخضر.

وفي تصريح صحفي عقب التدشين، قال معالي الدكتور محمد الرمحي: إنَّ السلطنة بالفعل تنتج الهيدروجين لاستخدامات المصافي والبتروكيماويات، ولدى السلطنة محطة كبيرة لإنتاج الهيدروجين في صحار، كما ستكون هناك محطة إنتاج مماثلة في الدقم؛ موضحا أن هذه المحطات مقامة منذ فترة طويلة نسبيا لكنها تستخدم الطريقة التقليدية في إنتاج الهيدروجين، وهي طريقة غير مرغوبة؛ نظرا لكونها تؤدي إلى إنتاج كميات كبيرة من أكسيد الكربون الذي يعتبر عنصرا غير محبَّذ بيئيا.

وأضاف معاليه أنَّ المركز والشركة المزمع إقامتها تستهدف التحول إلى إنتاج الهيدروجين بطريقة نظيفة وصديقة للبيئة، وفي نفس الوقت كلفتها قليلة، وإذا ما تحققت الأهداف فإن السلطنة حسب ما تم استعراضه يمكن أن تحقق عوائد تصل إلى 20 مليار دولار سنويا، وفي هذه الحالة فإنه يمكن أن يكون رديفًا للغاز الطبيعي ويمكن للسلطنة الاستثمار في إنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر لكثير من دول العالم.

وبجانب تدشين المركز جرى توقيع مذكرة تفاهم مع الشركة الألمانية "هيدروجين رايز" ومؤسسة عمان للخدمات التعليمية (المالكة للجامعة الألمانية) لإنشاء شركة خاصة تعنى بعملية تسويق الهيدروجين في السوق العماني بكميات متفاوتة في المرحلة الأولى ومن ثم التوجه نحو التصدير مستقبلا، باسم هيدروجين رايز-عمان.

وقدم أولاف كارلسن مؤسس شركة هيدروجين رايز الألمانية، عرضًا مرئيًّا ركز فيه على أهمية الهيدروجين النظيف على مستوى العالم مؤكدا أنه من المنتظر أن يمثل الوقود الأساسي للتدفئة في كثير من الدول الأوربية بالإضافة إلى استخداماته كوقود للقطارات والشاحنات والسيارات كذلك، وهو وقود نظيف، وينتشر على مستوى العالم، وألقى الضوء على إمكانيات السلطنة كمصنع ومصدر للهيدروجين.

وأكد كارلسن أنه "حسب دراسة أجرتها جامعة ميونخ الألمانية، فمن المتوقع أن تصل صادرات السلطنة من الهيدروجين إلى ما قيمته 20 مليار دولار أمريكي في السنة بحلول العام 2050، في حال تبني الهيدروجين كطاقة بديلة في الاقتصاد العُماني"، مع توجه وتضافر الجهود ليس فقط في التصنيع والتصدير ولكن كذلك في التحول إلى مصدر أساسي للمعرفة والخبرة البحثية والتقنية في هذا المجال.

وفي تصريح خاص لـ"الرؤية"، قال أولاف: إنَّ البدء في مجال الهيدروجين الأخضر في عمان مثالي؛ حيث تزامن تدشين المركز الخاص بالبحث والتكنولوجيا في مجال الأبحاث مع توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء شركة متخصصة في تصنيع ونقل وتصدير المنتج، وهو ما يمثل الجانبين المهمين: المعرفة والتطبيق.

وأكد أولاف أن الاشتراك في خدمات كلٍّ من المركز والشركة، سيكون متاحا أمام جميع الجهات للاستفادة من الخبرة من ناحية والاستثمار فيها من ناحية أخرى، مشيرا إلى أهمية تكامل أدوار الجميع بمن فيهم الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمستثمرين والباحثين، حتى يمكن الوصول إلى المكانة التي بالفعل يمكن للسلطنة الوصول إليها كرائدة على مستوى العالم في مجال تصدير الهيدروجين. وأشار إلى أنَّ هناك دولا بدأت تصنيع وتصدير الهيدروجين النظيف؛ منها: شيلي وأستراليا... وغيرهما، لكن ما يجعل للسلطنة أفضلية هو موقعها المتوسط للعالم، مؤكدا أنَّ امتلاك المواطنين العمانيين للمعرفة والخبرة في هذا المجال سيفتح أمامهم مستقبلا عشرات الآلاف من فرص العمل على مستوى العالم.

من جانبه، قال الدكتور حسين السالمي نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية والمالية -في كلمته التي ألقاها خلال التدشين- إنَّ المركز سيمثل أهمية كبيرة في تطوير الكفاءات بالتعاون مع جهات محلية ودولية التي تهتم بالبحث والتكنولوجيا والتعليم وتطبيق الصناعة والاقتصاد؛ وذلك بهدف تمكين وتجميع الكفاءات العمانية من أجل اقتصاد "الهيدروجين الأخضر".

وأضاف السالمي لـ"الرؤية": إن مركز عمان للهيدروجين يوفر الجوانب البحثية والعلمية والتقنية لكل ما يخص الهيدروجين الأخضر، وبشكل أساسي في اقتصاد الهيدروجين؛ وما يتعلق بصناعاته من حيث إنتاج وتخزين ونقل الهيدروجين وغيرها. وقال السالمي: إن فكرة المركز ألا يكون حصرا على الجامعة الألمانية فحسب، بل أن يكون مفتوحا أمام جميع من يهتم بهذا المجال؛ سواء في القطاع الخاص أو القطاع الحكومي والباحثين من داخل السلطنة ومن خارجها؛ بحيث يصبح مركزا لتطوير الأبحاث والاستفادة منها. أما بالنسبة للشركة، فيفترض أن تكون النواة الأساسية التي يبدأ من خلالها التطبيق العملي للمواضيع البحثية والأكاديمية؛ وبحيث تكون هناك إمكانية لعمل المشاريع الرائدة والتجريبية في تنفيذ البحوث العلمية والتقنيات الحديثة، ومن ثم التوسع في استثمارها، وكذلك تفيد المركز في تقييم نتائج الأبحاث والتقنيات التي يتوصل إليها.

وتابع الدكتور حسين السالمي قائلا: إنَّ فكرة الشركة أن تتوسع مستقبلا، وأن يجرى فتحها للاستثمار لجميع من لديه رغبة في الاستثمار في مجال الهيدروجين النظيف، سواء من داخل السلطنة أو من خارجها.

وألقى السفير الألماني، كلمة؛ أكد خلالها على عمق العلاقات العمانية الألمانية، وقال: إن ألمانيا لديها اهتمام كبير بالطاقة النظيفة خاصة الشمسية والهيدروجين النظيف، ولديها خطط بدأت في تطبيقها للوصول إلى الاعتماد بالنسبة الأكبر على الطاقة المتجددة، موضحا أنَّ السلطنة لديها الإمكانيات اللازمة للإنتاج سواء في الطاقة الشمسية أو الهيدروجين.

وأوضح البروفيسور إنج موديجل أن الرؤية الرئيسية لـ"مركز عُمان للهيدروجين" بالحرم الجامعي "جيوتك"، تتمثل في: دعم السلطنة في صناعة الطاقة النظيفة (الطاقة الشمسية والماء) لصناعة الهيدروجين؛ بحيث يتماشى إنشاء المركز مع الموافقة الرسمية من قبل وزارة التعليم العالي الأسبوع الماضي، ومن خلال بناء شبكات البحث العلمي التطبيقي في المجال وتوفير التدريب والاستشارات لتمكين الابتكارات التقنية والتطبيقات الجديدة والنماذج الاقتصادية، يدعم مركز عُمان للهيدروجين تطوير الكفاءات الوطنية المختلفة، وخلق فرص عمل للمواطنين.

تعليق عبر الفيس بوك