رئيسة سنغافورة: السلطان قابوس قائد حكيم وصانع السلام في الشرق الأوسط

ترجمة- رنا عبدالحكيم

ذكرت صحيفة "ستريتس تايمز" السنغافورية أن الرئاسة في سنغافورة بعثت برقية إلى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور المعظم- حفظه الله ورعاه- لتقديم التعازي في وفاة جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور- طيب الله ثراه.

وأشارت الصحيفة إلى أن السلطان قابوس، الذي تولى مقاليد الحكم في عام 1970، كان له الفضل في تحويل عمان إلى دولة مستقرة ومزدهرة، اكتسبت سمعة دولية مرموقة كوسيط موثوق به في منطقة مضطربة.

وفي البرقية الموجهة إلى جلالة السلطان المعظم، قالت الرئيسة السنغافورية حليمة يعقوب إنها شعرت بحزن عميق لوفاة السلطان قابوس، واصفة إياه بأنه "زعيم رائع وحكيم وضع أسس عمان الحديثة". وأضافت الرئيسة السنغافورية أن جلالة السلطان قابوس- رحمه الله- تولى السلطة في وقت واجهت فيه عمان تحديات هائلة في سبعينيات القرن الماضي. وكتبت في البرقية: "متحديا هذه الصعوبات.. استطاع جلالة السلطان الراحل أن يبني دولة قوية أصبحت منذ ذلك الحين معقلاً للاستقرار في منطقة غالبا ما تسودها الاضطرابات". وتابعت: "خلال عهده الممتد، تمتعت عمان بنمو وسلام وتنمية لم يسبق لها مثيل، وهذا التحول في جميع القطاعات دليل على رؤيته الثاقبة وقيادته القوية".

وقال رئيس وزراء سنغافورة لي هسين لونج- في برقية تعزية- إن السلطان الراحل سيتم تذكره باعتباره مهندس التنمية في سلطنة عمان، و"حقق السلام والاستقرار من خلال بصيرته النافذة والتخطيط الدقيق".

وأشار كل من الرئيسة ورئيس الوزراء إلى مساهمة السلطان قابوس في الدبلوماسية الإقليمية، وقالت الرئيسة حليمة إن عمان في عهد السلطان قابوس كانت "صانع سلام موثوق به"، بينما قال رئيس الوزراء إن دور عمان كوسيط موثوق وغير منحاز ساهم بشكل كبير في إرساء السلام الإقليمي والعالمي.

ونوه الزعيمان إلى أن السلطان قابوس وضع الأساس للعلاقة بين عمان وسنغافورة، والذي تجسد في نسخة طبق الأصل من سفينة شراعي عُماني من القرن التاسع- يُعرف باسم جوهرة مسقط- كان السلطان قابوس قد أهداه إلى سنغافورة في عام 2010 ليرمز إلى الصداقة وتجديد العلاقات التاريخية بين البلدين.

وقالت الرئيسة حليمة إن السفينة "ستظل إلى الأبد رمزا ملموسا للعلاقات الدائمة بين سنغافورة وعمان". فيما وصفها رئيس الوزراء لي بأنها هدية ثمينة و"بمثابة تذكير دائم بأنه على الرغم من أن شواطئنا قد تكون بعيدة، إلا أن التجارة والثقافة والتاريخ يربطنا ببعضنا".

وبعث وزير الخارجية السنغافوري فيفيان بالاكريشنان رسالة تعزية إلى معالي يوسف بن علوي بن عبد الله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية؛ حيث أبرز المكانة المرموقة لجلالة السلطان الراحل كرجل دولة محترم.

وكتب بالاكريشنان قائلاً: "تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة- طيب الله ثراه- تحولت عُمان إلى واحة من السلام والاستقرار وسط منطقة شديدة التقلب، ونجح في أن يحدد نهج الدبلوماسية الفريدة والهادئة لسلطنة عمان". وأضاف "إن التركيز على التوازن والحياد، مع الحفاظ على السلامة الإقليمية للسلطنة واستقلالها، سيكون إرثه الدائم".

وفي الوقت نفسه قال ماساجوس زولكفلي وزير البيئة والموارد المائية في سنغافورة، إنه نقل تعازي الرئيسة حليمة ورئيس الوزراء لي إلى جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم. وقال ماساجوس "بصفته رائد التحديث والتطوير في سلطنة عمان كان صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور- رحمه الله- قائدا مهما في الشرق الأوسط، ومخلصا لعملية السلام، وحاول دائما تعزيز السلام والتعاون الدوليين". وأضاف أن "سنغافورة تحتفظ بعلاقات وطيدة مع عمان، وستواصل تعزيز العلاقات الثنائية لدفع التعاون الدولي في مختلف القضايا".

تعليق عبر الفيس بوك