ظريف: لا نسعى للحرب.. وترامب ينفتح على اتفاق نووي جديد

"قتل بلا دماء": غايات محددة للرد الإيراني على مقتل سليماني

 

 

  • "الصواريخ الدقيقة" تتحاشى إحداث مذبحة تجنبا للتصعيد و"الرد الساحق"

عواصم- الوكالات

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس إنه لم يصب أي أمريكيين جراء الضربات الصاروخية الإيرانية على القواعد العسكرية التي تستضيف قوات أمريكية في العراق؛ وأضاف: "قواتنا الأمريكية العظيمة مستعدة لأي شيء. إيران تراجعت فيما يبدو".

وقال ترامب: يمكن للقوى العالمية العمل على اتفاق جديد مع إيران بشأن الأسلحة النووية وعليهم إرسال رسالة واضحة وموحدة لطهران؛ لأنَّ سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية يهدد العالم المتحضر؛ مشيرا إلى أن أمريكا تواصل النظر في خيارات وستفرض عقوبات اقتصادية قوية على إيران وذكرت مصادر عسكرية أمريكية أن إيران تعمدت قصف مناطق بعيدة عن أماكن الجنود في قاعدة عين الأسد الجوية في الأنبار وفي أربيل، مما يظهر تحاشي طهران لسقوط ضحايا أمريكيين، رغم امتلاكها صواريخ دقيقة، بحسب شبكة "أن بي سي"؛ وهو ما يتفق مع تصريحات ترامب: إن الضربات الصاروخية الإيرانية أسفرت عن حد أدنى من الأضرار.

ونقل التلفزيون الإيراني عن مسؤول بمكتب الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي قوله إن الهجمات الصاروخية هي السيناريو "الأضعف" ضمن العديد من السيناريوهات. ونقل التلفزيون عن مصدر آخر قوله إن إيران أعدت قائمة بمئة هدف محتمل.

وقال التلفزيون الإيراني إن إيران أطلقت 15 صاروخا على أهداف أمريكية بالعراق في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء. وقال الجيش الأمريكي إن منشأتين عراقيتين على الأقل تستضيفان قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تعرضتا لهجوم.

وقد وضع مقتل قاسم سليماني النظام الإيراني أمام معضلة صعبة للغاية، إذ توعد مسؤولوه بالانتقام الشديد لكن ذلك قد يؤدي إلى رد أمريكي ساحق كما توعد ترامب، وفي الوقت نفسه، سيؤدي الامتناع عن الرد إلى ازدياد حالة السخط الشعبي في الداخل، وستبدو ضعيفة أمام العالم "بعد الكلام الناري".. ولم تسع طهران إلى توجيه ضربة ساحقة نحو القوات الأمريكية التي تتمركز في المنطقة، كما توعد قادة نظامها في الأيام الماضية، إذ ظهر القصف الذي دام أقل من نصف ساعة منضبطا.

وخلافاً للدعاية الإيرانية الموجهة للداخل، قال وزير الخارجية محمد جواد ظريف إن الضربة الصاروخية انتهت، مؤكدا أن طهران لن ترغب في الحرب والتصعيد، وهو الأمر الذي شدد عليه الأمريكيون أيضًا، ولا سيما الرئيس ترامب الذي قال إن "كل شيء على ما يرام"؛ ما يشير إلى رغبة الطرفين في عدم التصعيد لما هو أكثر.

وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف كتب على تويتر "اتخذت إيران واستكملت إجراءات متناسبة في إطار الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة... لا نسعى إلى التصعيد أو الحرب لكن سندافع عن أنفسنا في وجه أي عدوان".

ورغم أن كل المصادر العراقية والأمريكية تؤكد عدم سقوط جرحى أو قتلى، كما قالت ألمانيا والدنمرك والنرويج وبولندا إنه لا توجد إصابات في صفوف قواتها في العراق، إلا أن المصادر الإيرانية أعلنت مقتل 80 عسكريا أمريكيا في قصف قاعدة عين الأسد في الأنبار، فيما يبدو أنها محاولة لإقناع الداخل الإيراني أن الطرف الأمريكي يخفي خسائره.

أما المرشد الإيراني علي خامنئي، فقد وصف من جانبه الضربات الصاوخية التي لم تصب شيئا مهما بأنها "صفعة على وجه أمريكا". وتعمدت إيران دفن جثمان سليماني فور انتهاء الضربات، في إشارة نفسية بأنها انتقمت له، مما يدل على رغبتها في إنهاء هذا الفصل تمامًا.

وفي المقابل؛ قال أعضاء ديمقراطيون كبار في مجلس النواب الأمريكي أمس إنه لم يتحدد جدول زمني بعد للتصويت على قرار بشأن سلطات الحرب للحد من تصرفات الرئيس دونالد ترامب بخصوص إيران، وإن التشريع لا يزال قيد الإعداد.

ويسعى مشرعون لوضع ضوابط على سلطة ترامب بعد عدم إخطاره الكونجرس مسبقا بهجوم بطائرة مُسيرة أمريكية أسفر عن مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الأسبوع الماضي.

ويشار إلى أن فقدان إيران للقائد سليماني قد يؤثر على أكثر من جبهة؛ حيث أن قائد فيلق القدس ليس بالشخص العادي، بل هو الرجل الثاني في النظام الإيراني بعد المرشد، ومهندس ميليشياتها التي تعد أبرز أدوات تمددها في المنطقة، وينظر كثيرون إلى سليماني على أنه أبرز قائد عسكري في إيران، وهو المخطط والآمر والناهي في كثير من الأمور السياسية والعسكرية والأمنية. ولا يبدو أن خليفة سليماني قادر على ملء الفراغ الذي خلّفه.

 

 

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك