جثةٌ لضوءٍ أخير

 

كوثر وهبي | سوريا

 

لستُ حزينة الآن

لستُ سعيدةً تماماً

أنا أقرب إلى المرح قليلاً

تعلَّقتُ منذ نعومة أحزاني

بخيطٍ واهٍ من الأمل

وقلتُ ستأتي الصلابة تالياً

سأُنجِزُ سعادتي التي أريدُ ..

تعلَّمتُ أن الحزنَ سيقيني

وخزَ المسرّات العابرة

ذلك أنَّ للمسرّاتِ أشواكٌ ناتئة وحادّة

فعبرتُها بغبطةٍ بلهاء نحو سعادةٍ كُبرى

قلتُ : هذي المسرّاتُ ضئيلةٌ

لا تُغني ولا تُسمن ..

فتركتها معلَّقةً مثل أجراسٍ صغيرةٍ

على بابِ عيدٍ منسيّ

وحلمتُ كثيراً .. حلمتُ بعيداً .. بعيداً

ومشيتُ .. كانَ الرجاءُ طريقي

وقرأتُ تمائمي للطريق .. فانساب كحريرٍ أمامي

فرشَ لأقدامي مخملهُ ، وأغرقني بالرحيق ..

الأملُ عقَدني كأُنشوطةٍ بخيطهِ الرفيع

فانقطعتُ قبل الوصول ..!

لم يكن ثمةَ وصول ..!

كان الطريقُ مرايا خادعةٍ

والنهاياتُ احتراق ..

وهمٌ كخيال الظلِّ ذاكَ الفرحُ ..

لا حقيقةَ تُروى

خلفهُ ، سوى كلماتٍ لا تُرى

ولا تصيرُ جسداً حالماً ،

أو جثةً لضوءٍ أخير ..!!

أدركُ أخيراً دائريةَ الوجود

وأنني في المنتصف من كلِّ شيء

تشدُّني خيوطي إلى نقاطٍ بعيدةٍ

أدورُ .. ويدورُ حولي وهمٌ جميلٌ

وإذ أسقطُ .. يسقطُ الكونُ فوقي ..

الواهمون فقط

يبقون للنهاية

الذين رأوا الحقيقة

سقطوا منتصفَ الألم

كم جميلٌ

الوهمُ إذاً..!!

تعليق عبر الفيس بوك