جسدي حُرٌّ والضوء تابوت

 

زهير بردى | العراق

 

يصلّي دمعي ورداً بين شفتي نحلٍ كثير المسقى. ويغفو بلا سببٍ يصادفهُ في كائنٍ حيٍّ، ينسجُ للنوافذِ ضوء.

أحتاجُ حقّا بلا إذن مسبقٍ الى كلام يحيطُ ذهابك بلا عذرٍ مقنع، أنا مذعورُ يا معبد٠ أنتشي لأنّ الضريح في يديهِ كرُاسة تعدّدُ لي بياضَ عزلتك في فيءِ حياةٍ أخرى وبساطة ماض ينكسرُ على كتفي وتبعثرني الفوضى في معنى هيكل الموما اليه التابوت، ولغتك الملاى بأكداس الابتساماتِ وهي تمشي لا بل تتدحرجُ كفصحٍ يجري من شفتيك ويأتي بالضوءِ إلينا وترتّبُ  طقوسَ جثّة لا تهدأ في حفرِ صرحٍ هائل من نوتاتِ الحبّ التي تسيلُ خشية أن تدمعَ أصابعي. فترقدُ جنبي أيقونة لم تكنْ يوما معي وربّما أيضا لسواي ولكي أبتسمَ بعنوةِ ألم قليلا تتجمّعّ حولي ما لم أجده فيما يشبهني أنا من كائن حي مسني حسب حكمة تروضني وتفتتني بتوقيت ماكرٍ فأصطادُ كهوفَها بالماءِ والقصب لأطلَّ على فردوسِ يجعلني أتعجب وأنام في البردِ بكلّ وصفةِ حبّ أضعُ يدي على جنّة كلام فأصفك بالقديسة المباركة أنت في يدِ السماء وعلى بعد عشبة ليست خالدة، ملائكة يترقّبون في باب المقبرة فأوقد شموعا تتعرى برقّة ليست نائمة وتنتظر الضوء طريقا للتحديقِ بدهشة وألم إلى ضجيجٍ صامت من خللِ زجاجٍ أسود يزيّنُ ضريحك. يهمس إلى أصابع يديك تتسلق مطرا مسّهُ ما لا يفهم معناه في غرين ظلّ يموت ويحيا في هسيس هذيان يتوهج في عشبة كلكامش الخرافة.

***

لا تتعجبي  للأمر الغائب من بلاغة وقت الضوء فبابا نوئيل المغلوب على أحمره حين قابلني بارتجافة برد في جيب أحد الأشهر المطعوجة بالتراب في رفّ مفكك فوق كلام مثير للتدفئة من القبرالعاشر بعد الميلاد كنت أضع السماء في قصيدتي وأحذف منها ما تريدين فحسب وأجلب لك أيقونة وصليبا وحياة عتيدة وبطفل مصلوب بطراوة تبن مذود أسماله لا تكفي لدفء رضيع ولا أتذكر سوى أني في مهمة أب صاخب الملائكة وكثير جنون بارد وبإيقاع رديء أهذي بجمهولية فعل الأمر المتقدّم قبل النعش وفي أصداء وهم مؤلف ملّ من زجاجات تكسره كلّما ثمل الشخير على هاويةِ فوات الأوان يرسلُ بابا نوئيل طردا صغيرا لم يتم فتحه لأكثر من نصف عام ولم يخطّ عليه النبض منذ ميلادين وكان مبتسما جدا ومنشغلا بماء لا لون له وقبر بلا طعم وطين بلا رائحة وأغصان زيتون متشابهة الخضرة وباقة بسيطة من أشكال بلا أيام الأسبوع وموتى طوال يسترقون النظر إلى ورد كثير في أصابعك التي تشبه ترتيل بلبل لا يسمع الموسيقى كثيرا.

وهكذا أصابعي تتكلّمُ وتنقشُ بالهذيان هياكلَ شبه عاريةٍ في ملفِّ وردٍ مطليِّ بالشبهات. ما كانَ الضريحُ عريقاُ جدّاً وما كانَ الميّت يستعينُ بأخطاءِ الضوءِ للتدفئةْ وحولَ قربان يصمتُ متعباً في رعشةِ حليبٍ. أشمُّ حبّاً نازحاً يصلّي في لافتاتٍ سوداء.

وهكذا ضعْ في فمِك أسمالَ شهريار وملحَ طيّاتِ "أنانا" ربّما ستحتاجُ أن تمضخَ عشبَ والت ويتمان أو شفتي صوفيا لورين وإلى وقاحةِ رامبو وفراسةِ هيكل أو رأس ثمل في حكمةِ رأس بوتين ثمُّ تستدعي كلكامش وهو يتزوّجُ الحربَ ثم يوقظُ تحت سريرِه الحجر عشباً مالحاً يرتعشُ في عزلتِه الشاحبة وهكذا تضيقُ المسافةُ الموت بيننا.

تعليق عبر الفيس بوك