أبو نبراس البوصافي | مسقط
ناديۡتُ إخواني ألا فينَا عُمَرۡ
أوۡ كالجلَنۡدى ذي الفَقارِ المُشۡتهرۡ
//
أوۡ طالبُ الحقِّ الذي بزغَ النُّهى
ضرغامُ هاماتِ الشَّآبيبِ الأبَرۡ
//
أو ذلكَ المختارُ صنديدُ العِدى
روحُ الشُّراةِ على أكاليلِ العُصُرۡ
//
مِنۡ بعدِهِمۡ طِيبُ الغِراسُ مُعَتَّقٌ
مِنۡ بعدِهِمۡ نبراسُ نورٍ يستَمرۡ
//
حمَّالُ ألۡوِيَةِ الكفاحِ وَ نِيلُها
همَّالُ أسۡحارٍ كعيسى إذۡ حضَرۡ
//
بيۡداءُ قصۡعتِهِ اخۡضِرارٌ كلُّها
الوارثُ الشَّهۡمُ الأبيُّ المنۡتَظَرۡ
//
وكذاكَ غسَّانُ ابۡنُ عبدِاللهِ مَنۡ
أرۡسَى البحارَ بِقبۡضَةِ اللَّيۡثِ الهَصِرۡ
//
و ابۡنٌ لِجيۡفَرَ نالَ أكبَرَ حظۡوةٍ
فالنَّابُ يرۡوِي مِنۡ تلابيبِ الشَّررۡ
//
مَنۡ كالمُهنَّا يا لَها مِنۡ غبۡطةٍ
إذۡ جئتهُ وعلى سفِيني أنۡتَصِرۡ
//
نجۡلُ الكُماةِ مُبَجَّلٌ ومُسدَّدٌ
وبِعدلِهِ أمِنَ العبادُ معَ الشَّجَرۡ
//
و الصَّلۡتُ قدۡ ناديۡتهُ يا قومَنا
فهوَ الوفيُّ لِنورهِ خجَلَ القمَرۡ
//
منۡ آلِ ضنۡكٍ كان ترياقَ النَّقا
ولحكمِهِ حلَّ الأمانُ معَ النَّصَرۡ
//
تلكُم سُقَطۡری قدۡ حكَتۡ اثارَهُ
حتَّی القيامۃِ لا يزالُ لهۡ الاثَرۡ
//
واليعربيُّ النَّاصرُ الفَذُّ الذي
ملكَ البلادَ وساسَها في كلِّ أمۡرۡ
//
فهوَ الذي طردَ الفِرنۡجةَ سابقاً
وأتى ابۡنُ سيۡفٍ ذلكَ الحبۡرُ الأغَرۡ
//
وقيودُ أرضِ اللهِ سيۡفٌ شمۡسُها
نجلُ اليعاربةِ العظيمِ المُعۡتَبَرۡ
//
أجۡلَتۡ بحارُ جيوشِهِ طعۡمَ الأسَى
قد كانَ للإفرنۡجِ نارًا تسۡتَعِر ۡ
//
وكذاكَ سلطانٌ سليلُ القيۡدِ مَنۡ
بمدافِعِ التَّحريرِ سدَّدَ كلَّ خيۡرۡ
//
ناديتُهُمۡ يومِي فهلۡ مِنۡ سامعٍ
فلِصرۡختي هبَّتۡ رياحٌ مِنۡ شَهَرۡ
//
ناديتُهمۡ يا لَلرِّجالِ وإنَّ لي
شوقًا فهلۡ صدۡقًا يُجيبُكُ مَنۡ غبَرۡ
//
ناديتُهمۡ والدَّمعُ يهطِلُ ساكبًا
مِنۡ مِلۡئِ جفۡني خلتُهُ نَزَلَ المطَرۡ
//
حتَّى الخدودُ مشاعلاً قدۡ أصبحتۡ
فحميمُ أشۡجاني عليۡها قدۡ حفَرۡ
//
كجُمالةٍ صفۡرٍ ومِنۡ عيني غدَتۡ
تبۡكي فيَا ويۡلي وَ ويۡلي مِنۡ عُمَرۡ
//
فالعُرۡبُ صرَّفَهُمۡ صنوفُ مَذَلَّةٍ
ومهانَةٍ تَطۡغی علی كلِّ السِّيَرۡ
//
ناديتُهُمۡ و الكفۡرُ عربَدَ قائلاً
القدۡسُ صارتۡ قبلةً للمُعۡتمرۡ
//
القدسُ عاصمةُ اليهودِ وإنَّها
غجَريَّةٌ في مُخِّ قاموسِ الغجَرۡ
//
القدۡسُ ليستۡ منۡ تراثِ عروبةٍ
قدۡ قالها الصُّهۡيونُ في وضۡحِ القدَرۡ
//
ناديتُهمۡ هيَّا أغيثوا أمَّةً
قد سامَها الذلَّ الذي قصَمَ الظَّهَرۡ
//
ناديتُهمۡ والقلبُ يعلوهُ الأسى
منۡ شدِّةِ الظُلَّامِ أوۡ سوۡطِ القهَرۡ
//
قد ضيَّعَ الأحفادُ مجدَكُمُ الذي
بالسيۡفِ والإسلامِ دوۡمًا قدۡ ذُكِرۡ
//
قدۡ قصَّرَ الأحفادُ في نشۡرِ الهُدى
ألِفُوا المَنامَ نهارَهُمۡ حتَّى السَّحَرۡ
//
يا ربُّ يا رَحۡمنُ عجِّلۡ نصرَنا
وابعثۡ لنا عُمرًا ويتلوهُ عُمَرۡ
//
ثمَّ الصلاةُ على النبيِّ المصۡطَفى
نورُ الحِجا وجبينُ هاتِيكَ الدُّهُرۡ
//
ولآلهِ الأطهارِ ما غسَقَ الدُّجى
ريحُ الصَّبا هبَّتۡ وقطۡراتُ البحَرۡ