ريم سليمان الخش| باريس
قيامة الروح أم غيضت نواقيس؟
توهج الفكر أم لغو وتفليسُ؟!!
//
أم التمني بأنْ تبقى محلّقة
يُجدي ومغرقها بالقيد (كنغريسُ)
//
ماذا سأخبر عن أنثى مغنجةٍ
بالورد تُغسلُ بالأطياب باريسُ
//
كسندريلا بثوب التيه راقصة
لكنْ توجسها الوقتيّ مهجوسُ
//
عصر التفاهة والتفليس حائطه
عقارب الوقت في البلوى: (الأباليسُ)
//
وسارترُ ال...كان قديسا يفيضُ جوى
دفقٌ من الوحي بالأنفاس مبجوسُ
//
فجوهرُ المرء عقدٌ صاغ لؤلؤَه
حشدُ الفعال ومنحى العقل ناموسُ
//
لأنه الوعي محكومٌ بنزعته
نحو التحرر بالآلام ممسوسُ
//
ماذا أحدّثُ عن أضواء ثورتها
وهل يُنظّرُ بالآلاء منحوسُ؟!
//
ألستَ ترجفُ ياقلبي ببرد دجى
وقد حسبتَ بأنّ الفجر ملبوسُ؟!
//
وقد رموك بنو عدنان مذ علموا
أنّ اشتعالك في الظلماء مدسوس!
//
هاأنت تُدفع دفع الريح منطفئا
عارٍ ووجهك عمق البئر محبوس!
//
وقد سريت إلى الحسناء ذات قرى
والضيق ظللها والشح محسوسُ
//
يُقلّب الدهر في كفيه عالمنا
تقعّر الأمس في الإصباح تقويسُ
//
لكنّها أبدا بالعطر ناضحة
كمحور الكون لا تبلى (البرنسيسُ)
//
فوضى تبوتقُها بالقلب صاهرة
سيل التضاد بوهج الحب باريسُ
//
يشعشع الضوء والأطياف باذخة
كفرٌ بومضتها حينا وتقديسُ!
//
وقد تُشكّل سحرا ما بفسحتها !
كأنّ بدرا بمجرى (السين) معكوسُ
//
يجري ليحضن وجه الكون مبتسما
نهر المحبة للأشعار قاموس
//
لونٌ تمازج كي ترقى بلوحتها
فنٌ به شبقٌ للتيه طاووسُ
//
حدائق العشق للأحباب مشرعة
طيرٌ وأقنيةٌ والورد مغروسُ
//
الضم والشمّ والأغصان مائسة
والساق بالساق والتوليب ملموس
//
على المقاعد آلاف الصحائف في
أيدٍ تُقلّبها والعمر تكريسُ
//
(مومارتُ) أجملُ ماألقى بها شغفا
كأنّها انتصبت حيث الفراديس
//
تُذوّب القلب إذ يرنو لهالتها
كمريمَ الطهر والترتيل مهموسُ
//
تحلّق الروح نحو الغيم هائمة
ويخشع النبض إذْ دقت نواقيس
//
(مترو) ويقبض في ذكراه مجرى دمي!
عند الصقيع بلحم الفقر مكدوس
//
حيث الهواء مريضٌ لا رئات له
بكحة البؤس تحت الأرض محبوسُ
//
معالم البرد في أحداق وارده!
لادمع يُذرفُ إنْ ناحت متاعيسُ
//
والغانيات فوانيسٌ تضيئ بها
كأنّهن من الحلوى تضاريسُ!
//
أنت السفين وموج العطر يضربه
وقد يعوذ من الإبحار إبليسُ!
//
وقد تُرنّح في إعصاره شبقا
إذْ لانجاة وصيد الليل مهووس
//
أنثى تضجّ خرافاتٍ يطيح بها
إمّا تكشّفت السيقان قسيسُ!
//
لك الشراع فهل حقا ستركبه
أم أنّ لجّتها في العصف كابوسُ
...........
هوامش:
كاميرا شاعر عاش بها خمسة عشر عاما
مترو: هو وسيلة للانتقال تحت الأرض أكثر ما أكره بباريس استعضت عنه بالدراجة الهوائية
حتى عندما عملت بجامعة فرساي كنت أستخدم دراجتي لأذهب إلى هناك!
ملاحظة: خوفا على صغيراتي تركت باريس إلى منطقة صغيرة وهادئة بغرب فرنسا.