الكويت.. في "الرؤية"

 

 

يوسف عوض العازمي

قبل أقل من سنة بدأت الكتابة لجريدة "الرؤية"، ولم أكن أتصور أن أكتب في جريدة عمانية أبدا، لأني لم أكن وقتذاك أطمح للكتابة خارج حدود الكويت، ولم أكن أملك فكرة عن الصحافة في السلطنة العزيزة، سوى عن متابعة وقراءة مجلة "نزوى" الثقافية المميزة، وبالتأكيد هو تقصير مني.

خُلاصة القصة أنني كنت في زيارة لمسقط، لزيارة خاصة، وأعجبت بالبلد وأهله، وكانت زيارة من أجمل ما تكون الزيارات، وبعد ذلك فكرت بالكتابة بمقال لينشر بإحدى الصحف العمانية، وبعدها كان تواجدي الذي أتشرف به على صفحات "الرؤية"، التي رحبت بي ودعمتني وأصبحتُ أحد الكتاب في هذه الجريدة الرائعة.

ومن خلال معرفتي بهذه الجريدة، فهي -كما يذكر- تهتم بالاقتصاد أو متخصصة به، وفي الحقيقة منذ أن بدأت الكتابة بها لم أشعر إلا بكامل الحرية للكتابة بما أريد وكيفما أريد، ولم أجد ما يحد من طرح الأفكار ولا الرؤى، وبصراحة لا أرى فارقا بينها وبين الصحافة في أي بلد محترم؛ لأن هناك فكرة بأن الصحافة والكتابة بها مقيدة وعليها ألف حاجز ومانع، إنما في الحقيقة لم أواجه أيا من ذلك في "الرؤية"، وهذا ما واجهت وما وجدت لكل كاتب أيا كان مستواه، معاناة أو على الأقل بعضا من العوائق تواجهه في النشر، من أشد المعاناة التي أعاني ككاتب هي معضلة الـ400 كلمة، كشرط لقبول المقال، في بعض المطبوعات، بالطبع هناك تجاوز أحيانا لتجاوز هذا لكنه أحيانا -وليس دائما- إيصال الفكرة المطلوبة للقارئ تحتاج مساحة كافية للكاتب، وهذا الأمر الذي وبكل اعتزاز وجدته في "الرؤية".. وهذه شهادة ليست مطلوبة مني لكن للإنصاف تستحق "الرؤية" ذكرها والثناء عليها.

تخصُّصي هو التاريخ والعلوم السياسية، ومن يتابع كتاباتي خاصة هنا يجد أنني أركز على مواضيع مختلفة عن ذلك، ربما لأسباب كثيرة، إنما وبإذن الله سأحاول مستقبلا التنويع والتطرق لمواضيع تاريخية وسياسية، لأن التاريخ هو الحياة المعاشة، والأحداث الماضية التي بالتأكيد سيكون كثير من أحداثها مؤثرا على الحاضر وحتى المستقبل.

أُبارك لنفسي ولقراء وإدارة "الرؤية" الذكرى العاشرة لتأسيسها، وأتشرف بكوني أحد كتابها، خاصة كوني من الكويت، لكنني أشعر وكأني أكتب في جريدة كويتية، فلا فارق بيني وبين الزملاء العمانيين، وإن شاء الله إلى تطور أكبر، وانتشار أعم وقراء أكثر لهذه الجريدة التي تحمل قيما رائعة.