عواءٌ لعتمٍ يتيم

 

المهدي الحمروني| ليبيا

 

 

لاهدوء هنا لطقسٍ حولي

لحظة قلق الريح

في جوارك هناك

 

بُعدك تهديدٌ ناسف

بقاعٍ من فراغٍ مبهم

منزوعٍ من اللحن تماما

وقربك مخيلة ربيعٍ بيّنٍ

من فم بابٍ موارب

 

نطقي يحيا لتهجيك

بشظف المجاز

في لغةٍ متسولة

منهورةٍ على قارعة ثراء اسمك

 

كأن الصحارى أودعتك

خيوط غيبها

لأبكيك كنصٍّ ساقط عن الذاكرة

في عتمٍ يتيم

يطلق عوائه

إلى حزنك الشاهق

 

أقبلي للّيل في وحدته

على همس الهزيع الأخير

ليطمئن قلبه

خدي الفجر المماطل إلى بغتة

الغسق في عينيك

أود أن أغازل حضورك الآمن

إلى موقد الشوق

دون أن أُفزِع صهيلك الغِرٍّ

أن أقول أني لا أريد من رغيفك سوى عبق التنانير في الصقيع الباكر

 

أدنِ الي خيال كفّي كقطةٍ واجفة

لأربُت بلهفة الكلمات البكمى

علّها تتعثر بأحرف "أُحِبُّكِ" في تلعثمي

لمرةٍ واحدة

تلك المذعورة من إيقاظ

وحشة العاصفة

في تولّيك الى حقبة الصمت

الكئيب عن قصيدي

أنا مشفقٌ عليها

فقد هرِمت من نزوحٍ طاعنٍ في انتظارك

وارتضت ربكة الهزيمة الوادعة

في استتباب المنفى على هدنة البوح

أيتها الغائرة في ترددي

كأغنية البلاد الحزينة

أنا منطفئُ إلى صفحك

فأذني بمفردةٍ سواء

تنعم بسلطة أمانك

المطلق والمؤبد.

تعليق عبر الفيس بوك