د. صالح الفهدي | سلطنة عُمان
(اليوم العالمي للغة العربية)
فواتنُ عينٍ ما لَهُنَّ نظائرُ
تَبَخْتَرْنَ في دَلٍّ، وهُنَّ حَرَائرُ
//
تَهادَيْنَ في سَطْرٍ تَبُوءُ حروفُه
بمكنونِ سِرٍّ قدْ حَوَتْهُ البصائرُ
//
سَلَبْنَ فؤاداً يَعْشَقُ الحُسْنَ ماتعاً
ففي كلِّ معنى قد تَخبَّأَ شاعرُ
//
يُغَرِّدْنَ في سَجْعٍ مِنَ الصوتِ مُوقِعٍ
يُسَلِّي شَجِيّاً كَدَّرَتْهُ الخواطرُ
//
أَلَا إِنَّها خَفْقٌ مِنَ اللهِ مُنْزَلٌ
بِوَحْيِ مَلاكٍ عَانَقَتْهُ المنابرُ
//
فصارَ نبيُّ اللهِ يدعو بِآيِها
لِأَحْسَنَ ما تُدْعَى إِليهِ الضَّمَائِرُ
//
وَيَفْخَرُ كُلُّ العُرْبِ إِنْ قامَ شاعرٌ
يُنَافِحُ عنها ذائداً، وهوَ ثائرُ
//
ومُطْرِبُها الصَّدَّاحُ شَنَّفَ سَمْعَها
بِمَأنُوسِ إطرابٍ تَغَنَّاهُ سامِرُ
//
وما العربيُّ الحُرُّ إِلَّا وليدَها
يَطيشُ به لُبًّا إِذا جارَ جائرُ
//
يراها العُلَا والعِزُّ والمَجْدُ والسَّنا
ويحفظُها مِمَّا تَكِيْدُ الدَّوائرُ
//
وما مُنْكِرٌ فَضْلَ اللِّسانِ سِوى الذي
تَجرَّعَ سُمًّا إِذْ غَوَتْهُ البصائرُ
//
فيَحْسَبُها إِذْ غابَ في التِّيهِ عَثْرَةً
لِخَطْوٍ، ومَمْشَى الْمَرْءِ في اللَّيلِ عاثرُ
//
وما القومُ مَنْ عَزُّوا بغيرِ لُغَاتِهِمْ
ولا رَبِحُوا مِمَّا تُسَامُ الضَّمائرُ
//
ولكنَّمَا الأَقوامُ مِمَّنْ لِسانُهُمْ
سِنانٌ إِذا ما سُفِّهَ الْعِرْضُ ظافرُ
//
لِسانٌ عُروبِيُّ الكرامةِ والإِبَا
سَمَوْنَا بِهِ جَاهاً، رَعَتْهُ البصَائرُ
//
فَحِزْنا بِهِ مجداً أثيلاً ومنزلاً
ودستورَ هَدْيٍ قد زَكَتْهُ البشائرُ