د. ريم سليمان الخش| باريس
(اليوم العالمي للغة العربية)
أراودها فتزداد امتناعا
وتعطي العابثين بها تباعا
//
ألي منها الِسلال مفرّغاتٌ ؟
وهم صرفوا معاجمها انتفاعا!!
//
أرى حظّي يُسطّرُ من حروفٍ
أظلّ على تهجُئها التياعا
//
شقاءٌ ثمّ دمعٌ ثم صبرٌ
وهم رسموا سعادتها انطباعا
//
وهم ورثوا الثراء وذاك ثوب
له تأتي حواشيه سراعا
//
حروفك لم تَعِدْ فقري بريحٍ
وقد زاد انغلاقك بي اتساعا
//
فكيف أذودُ عن ضادٍ تأذت؟
وعزيَّ من صروف الدهر ضاعا؟
//
لنا وطنٌ يغرّقنا بفقرٍ
ويمنعنا عن الجهل ارتفاعا!!
//
أيسجنني العزيز بجرم لحنٍ
وهم سرقوا من الفصحى الصواعا!؟
//
أيتقن سرّ لفظك جاهليٌّ ؟
ولم تبلغ سليقته الرضاعا!؟
//
لقد أوصى النبيّ بنهل علمٍ
حريٌّ بالوصية أن تُطاعا
//
وما طلب التنوّر غير طوب
به تُبنى من العزّ القلاعا
//
وحقٌ للشعوب بأنْ تُرقى
وتبلغ في معيشتها اليفاعا
//
فإنْ يكُ في البلاد فساد حكم
سننتزع الحقوق بها انتزاعا
//
وكيف لحافيَ الأقدام مضنى
بأنْ يُؤتى اكتشافا واختراعا!؟
//
أو المسجون في كهفٍ سحيقٍ
يُمنّيها انزياحا مستطاعا؟
//
أيمتهن الغرام مع انكسارٍ؟
ألا يحتاج عزما والتماعا؟
//
أيتقد الخيال بلا وقودٍ
ومن دهرٍ نبدده ضياعا!!
//
ولا رشدٌ يكون لنا ضياء
ونمضي في متاهتنا هِزاعا
//
ولو كنّا بقبّتنا نجوما
تلألأنا بناظرها شعاعا
//
تروّعنا ولاءاتٌ تتالت
لألسنةٍ تهددنا اقتلاعا
//
فتغزو كلّ قطبٍ مستنير
تُعجّمه ليتبعها طِواعا
//
فلا نحن ارتقينا شمس علم
ولازدنا محاسنك اتساعا
//
أخي قد كان من رضعات ثدي
ولم تحفظ روابطنا الرضاعا
//
لنا منها المناقب نائمات
وتوقظنا مثالبنا نزاعا!!
//
فما انقشعت غبار الحرب عنّا
ونحن بها نحرّضها اندلاعا
//
ولاعدنا لأطلال توارت
لكي نحميْ تفرّدك المُضاعا!!
//
على أنّ اخضرارك ملء روحي
وأشتمّ العبير لك اندفاعا
//
على أنّ اشتهاءك قد تبدّى
بهيكل من يُصافيك النخاعا
//
يراعُ المحدثين على انفتاحٍ
تجرّد من هويته فضاعا
//
على أنّي أقاوم سيل غربٍ
ودفق دمي يُخزّنك ارتجاعا
//
وإنّي في هواك ذبحت قلبي
يسيل جوى نداءً أو يراعا
//
وهل لي توبة عن بحر أنثى؟
أزيد به مع الغوص ارتفاعا؟
//
غنيٌّ رغم عجزي وافتقاري
فضمّيني شعورا واقتناعا!!
//
فلا أبغي العزوف عن افتتاني
إلى أنْ يُعلن الصورُ الوداعا