الحياة رؤية و"صحافة الرؤية" حياة

 

ناصر أبو عون

مع اجتياح رياح الثورة الصناعية الرابعة للحياة أصبحت الوظائف التقليدية في فوهة مكنسة تكنولوجية عملاقة، وجذبت معها آلاف الوظائف التقليدية إلى غياهب النسيان، وكان الإعلام التقليدي أحد الأساطين الكبرى أكثر المتأثرين بتكنولوجيا الاتصال، وأمست الصحافة الورقية بين مطرقة التسارع المعرفي وسندان الوسائل الناقلة للمحتوى مصحوبة باختفاء (الكاتب النبيّ) الذي كان يمشي متخايلا ومتفاخرا بأن المصدر الأوحد للمعرفة، وتساقطت تباعا كقطع الدومينو أشكال وأنواع المحتوى الصحفي وعلى رأسها الصحافة الخبرية.

وفي ظل صراع الصحافة التقليدية مع وسائل التواصل الاجتماعي ارتأت الرؤية أنّ الصواب في (تجاور الأنواع) بديلا عن الإقصاء وبحثت عن أذرع إعلامية جديدة تقف بجانب الإصدار الورقي تدعمه لا تقصيه، يساندها ولا تلغيه، وتجذب القارئ ولا تفلته في وجبة صحفية جامعة ماتعة في حزمة واحدة (محتوى ورقي جاد، ومضمون إذاعي إلكتروني رصين، وصحافة تليفزيونية واقعية) تلبي احتياجاته، وتشبع نهمه المعرفي، وتغنيه عن التطلع خارج (الرؤية) بحثا عن المزيد عبر غرفة أخبار تتمتع بالشمولية، وصحافة رأي لها طابع خاص يضع شعار الرؤية في عقل القارئ ووجدانه.. فـ(الحياة رؤية).

ومن زاوية أخرى نجحت الرؤية في الخروج من نفق المحليّة الضيق إلى عالم رحب تخطى حدود الإقليمية المنكفئة على مشكلاتها وتضاريسها إلى فضاء عالمي عبر (صحافة رأي) اتكاءً على مبدأين: الأول تمثل في (الحرية المسؤولة) التي تناقش، وتبحث، وتكتشف مواطن الخلل، وتبتكر حلولا خارج الصندوق، أمّا المبدأ الثاني فارتكز على المدرسة القابوسية التي تؤكد في خطابها السامي أنّه (لا حجر على فكر).

عشر سنوات من عمر مؤسسة الرؤيا للصحافة والنشر انقضت بعد أن حركت المياه الراكدة في بحر الصحافة العربية، قدمت خلالها 28 مبادرة، ومئات الأفلام الوثائقية والتغطيات الصحفية والعديد من الخطط البرامجية، والكثير من الملاحق الورقية المتخصصة والمجانية التي تصحب الجريدة كل صباح، ومازال في جعبتها الكثير من الرؤى التي ستكشف عنها في المستقبل.

تعليق عبر الفيس بوك