مبتدعات أدبية!

يوسف عوض العازمي


" كيف يستطيع الإنسان أن يقاوم جمال هذه اللغة ومنطقها السليم، وسحرها الفريد؟ فجيران العرب أنفسهم سقطوا صرعى سحر تلك اللغة"..
زيفر هونكا

سأتحدث أولا" عن عنوان المقال، وبالذات مفردة "مبتدعات" واختياري لهذه المفردة، إذ كنت سأكتب عن لفظ أو مفردة "بدع" أدبية، لكني ارتأيت أن اكتب "مبتدعات" لماذا؟ لا تسألني!، لكني ارتحت لهذه المفردة ووجدت بها توصيل أفضل للفكرة المقصودة، قد اخطأت، ممكن، وأيضا ممكن أصبت، بالنهاية هي فكرة لكتابة فكرة مقال، والحكم للقارئ الكريم.

  • من المبتدعات هي إقامة دورات أو ورش عمل لتعلم كتابة الرواية، وغالبا" تكون بثمن مالي محدد أو برعاية حكومية، ولا أعلم كم خرجت هذه الدورات من روائيين، إنّما الأكيد أن الروائي الحقيقي لن بخرج من دورة أو ورشة عمل لتعلم الرواية، على الأقل حتى الآن.
  • كذلك يذكرني ما سبق بدورات تعلم الشعر (أي والله) أي أنك لست شاعرا ولا تفقه الشعر، وفجأة تسجل في دورة شعر وتصبح بعدها البحتري أو جرير في زمانك، ولا تسألني عن الموهبة ولا الاقتدار، بل سجل وألف مبروك أصبحت شاعرا لا يشق له غبار. حتى دورات تعلم الميكانيك لا تعمل ذلك.
  •  تذكرت في ذلك الفرق بين الأسئلة الموضوعية والأسئلة المقالية التي يواجهها الطالب الجامعي، هناك طلبة مبدعين جدا في الموضوعي (تشعر إنه آينشاين زمانه) و "هات يا قلبي عليهم عاد هات" في المقالي.
    هنا يتبين الطالب الفاهم عن غيره، وبالطبع الأساتذة الواضعين لأسئلة الموضوعي أغلبهم كسالى، ولا يريدون تصحيح متعب مع أسئلة المقالي، كذلك الطالب الذي يتعامل مع الموضوعي بشكل مغاير تماما" عن المقالي، والعكس صحيح!
    لذا فدورات تعلم الرواية والشعر هي كأسئلة الموضوعي فقط قص ولصق، و"قليل من التفكير". بالطبع لا أقصد كل أستاذ يضع أسئلة موضوعية، لكني أتحدث عن الكثير، وكل منصف سيفهم تماما ما أصبو إليه.
  • كذلك أتحدث عن مبتدعات لم نرها إلا في السنوات القليلة الماضية ولاتزال، وهي الروايات المكتوبة باللهجة العامية، وهي كارثة حقيقية تجاه النشر باللغة العربية، وهي التي احتفلت الكثير من الجهات المتخصصة بيومها السنوي قبل أيام، والغريب هو السماح بنشر هذه الروايات من الجهات الرسمية، إذ كيف يتم السماح بنشر مكتوبات باللهجة العامية (أغلبها مبتذل ولا يمت للفن الروائي بشيء) هي أساسا" لا تعتبر فن روائي، حتى لو كتب على غلافها اسم رواية.

    هذا مقال قصير وخفيف، والقصد به واضح ولا يخفى على كل لبيب، وحمى الله لغتنا الرائعة لغة القرآن الكريم من التدخلات الهادمة


    يوسف عوض العازمي
    alzmi1969@