ترجمة- رناعبدالحكيم
اعتبرت صحيفة جارديان البريطانية أن قانون الجنسية الهندية الجديد الخطير والمهين يضع سمعة رئيس الوزراء ناريندرا مودي على المحك.
وقالت الصحيفة إن القانون أمر خطير لأنه يضفي الطابع المؤسسي ويشجع التمييز ضد المسلمين، وهم أقلية تتألف من 200 مليون شخص، وأصبحوا بالفعل هدفًا للتحامل اليومي البسيط والاضطهاد الدوري والعنيف. وأضافت أن القانون يقوض بوضوح التزام الهند الدستوري بعد الاستقلال بدولة علمانية تستوعب جميع الطوائف.
وذكرت الصحيفة أن مودي بهذا القانون قد "تجاوز الحدود". وأعيد انتخاب مودي رئيسا للوزراء في مايو الماضي، عندما حصل حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم على أغلبية برلمانية كبيرة، وسعى، بحماس متزايد ، إلى فرض آرائه القومية الهندوسية المتشددة على بلد معروف بتنوعه العرقي والديني. وفي أغسطس، ألغى مودي الوضع الدستوري الخاص لكشمير، الإقليم ذي الأغلبية المسلمة الوحيدة في الهند.
وترى الصحيفة أن فرض إجراءات تعسفية، دون التشاور المسبق، واستمرار تعليق الحريات الديمقراطية للكشميريين، بمثابة انقلاب استبدادي ينطوي على آثار عالمية سلبية. في الواقع، تحولت كشمير إلى اختبار تجريبي لإغلاق الإنترنت والهاتف المحمول الذي استقبل احتجاجات الأسبوع الماضي ضد قانون الجنسية.
ويمكن العثور على أدلة في استجابة الشرطة المستمرة والقمعية والعنيفة لمظاهرات قانون الجنسية. ومن أمثلة تلك الادلة خنق حزب بهاراتيا جاناتا للصحافة والوسائط الرقمية المستقلة في الهند، وتعريضها للقضاء وتهديد خصومها، إضافة إلى اللامبالاة الرسمية الفظيعة لإعدام المسلمين.
ووفقًا لتقرير حديث صادر عن مجلة "Dexter Filkins" التابعة لصحيفة نيويوركر، فقد أجرى عالم النفس الهندي آشيس ناندي مقابلة مع مودي عندما كان لا يزال موظفًا متواضعًا في حزب بهاراتيا جاناتا. وقال ناندي إن مودي به "جميع صفات الشخصية الاستبدادية" وادعى أن الهند كانت هدفًا لمؤامرة عالمية كان من المحتمل أن يكون كل مسلم في البلد متواطأً فيها.
ولم ينس، أيضًا، الوقت الذي كان فيه مودي رئيسا للوزراء في إقليم غوجارات في عام 2002، عندما قُتل الآلاف من المسلمين في أعمال عنف طائفية أخفق في إيقافها. وفرضت الولايات المتحدة وبريطانيا عقوبات عليه في ذلك الوقت.
وأكدت الصحيفة أن العالم يراقب مودي الآن، فسمعته وسمعة الهند على المحك، ويجب أن يتوقف الإيذاء البغيض للمسلمين، وستكون البداية الجيدة هي إلغاء فوري لمشروع قانون الجنسية الضار.