منى عثمان | القاهرة
من صلب الليل كان ينادي
يشهق
يتفزع وجدا وحنينا
يتلوى غرقا
ويناشد كل أكاليل الفجر القادم
من غبش التيه
أن تخبرها عن خنجر مدسوس
في قلبه النازف شوقا
يصهل: أيناكِ
ياضوء العمر ورحيق النبض الجارفني إليكِ
ياشمسا تشرق حتى بالليل
تتدلى لآلئ من عينيك
أيناكِ: كي أنهل من فيضكِ
فالظمأ الجاثم فوق الروح يشطرني شظايا
ويلقيني فوق رمال البعد المصهدة بفحيح غيابك
أيناكِ: تتلقي عني رماح نداء لا يأتيني بوجهكِ
يتجلى حضورك في سهد يأبي أن يترجل عن عيني
وأنا قطف الوجع وثمر الشجن المتغلغل بيني وبيني
ومنايا بعيدة؛
وكأن المشرق فارق ذاك الكون
وكأني غروب لا يحمل سوى عتم الحزن
وأظل أنادي
علّ الغيم ينبئك بصوتي
يمطرك بنبضي المبحوح حنينا وأنينا
وأنا وحدي؛ دونك لا أعرفني
لا صلة تربطني باسمي أو عمري
سوى أنتِ لا يعنيني الكون !
فتعالي وألقي عليّ عباءة حلمك
وضمي يديّ بكفيكِ
أعيدي الدفء إلى قلبي
يتساءل: كيف برغم نداء يتصاعد حمما
لم تسمعني؟!