هلال الشيادي | سلطنة عمان
جلالٌ، كأن النور منكِ يُلألأ
جمالٌ، كأن البدر عندك يبدأ
عيونكِ إذ تبدو على السطر دهشةٌ
وروحكِ للسحر البيانيّ مرفأ
//
على روضك التبيان ينمو بحسنه
إليك عصافير البلاغة تلجأ
//
سماواتك البيضاء يمتد رحبها
فلا تنتهي إلا وللحسن مبدأ
//
أيا لغة القرآن يا لغة العُلى
بك الله قد سمّى بك الوحيُ يقرأ
//
ومرَّ على أعتابك الغرُّ أحمدٌ ﷺ
كأن ضياءً في ندىً يتوطأ
//
كأنكِ ماءٌ حين تهمين رقة
وأشعارنا من عذبه تتوضأ
//
فكل لغات الأرض إلاك ضحلة
وإنك بحرٌ خيرُك الفُلكَ يملأ
//
على ثقة تمضين مثل أميرة
وما لغةٌ إلاك لا تتلكأ
//
هي الضاد أضواءٌ هي الضاد ضحْكةٌ
على فم هذا الدهر حين ينبِّئ
//
أعَدّتْ كراسيها لكل جديدة
لكل ابتكار قصرها يتهيأ
//
جميلةُ ألفاظ رقيقةُ أحرف
كأن الكناريْ لحنَها يتهجأ
//
تسير بتيهٍ في السطور أبيةً
فلا هي عرجاءٌ ولا تتوكأ
//
فما لغة في الكون للأرض تحتوي
سوى الضاد إن الضاد أولى وأكفأ
//
فمنذ رأيتُ النورَ عانقتُ حرفها
وما بين قلبينا المودة تنشأ
//
أيا كأس فخر أستسيغ ارتشافه
ومن دلّة القرآنِ مجدا يُعبأ
//
هُويّة وجداني ثقافة محتدي
حضارة أوطاني وللعقل منْشأ
ولما تجلت في السماوات ضادنا
رأيت الثريا تحتها تتفيأ
//
إذا ما نثرنا في الدياجي حروفها
تزيّت نجوما في العلا تتلألأ
//
أيا لغة الأمجادِ والعز والهدى
ويا معجم الحسن الذي ليس يفتأ
//
هي العالم الأحلى هي الناس كلهم
على وقعها الآلام تخبو وتبرأ
//
بأبجَدَ هوّزْ نغمة أزلية
على صوتها نفس البرية تهدأ
//
بك العَرب الأجداد كانوا أعزة
وقلبُك ما بين الخيام يُهنّأ
//
بإيلافهم في الرحلتين تزودوا
بها صيفوا قطفا ودفئا تشتأوا
لقد كنتِ ظلا في الهجير مرطِّبا
وجذوة نار في سناها تدفأوا
//
أيا لغةَ الضاد اعذرنيا فإننا
إذا جاء يوم فيك نُصمى ونُرزأ
//
تمرين ثكلى في الديار حزينةً
وأبناؤك الأحرارُ منك تبرأوا
//
خلودك في ذكر السماء مطرّزٌ
فلا أحدٌ في طمسه يتجرأ
//
ستبقين في عمق الجَنان لسانه
ومقعد ضادٍ في الجِنان يبوأ
//
غدا يا لسان الفكر والحق نعتلي
بهامك من أمجادها نتملّأ