الساحرة

 

رياض عمري| تونس

 

اليوم ذهبت لأشنق قدري

و أعود بآخر لا يشبهه

انتفضت من مخدعي على جزعي

وكنت في صغري قد دربت الحقائق

وخبأتها في ريبي بلا شك

اليوم سترضى عني دولة اليرابيع

اليوم سيهنأ غدي ويراود عزمي

من بالباب

يقول صوت خرج من الداخل

وفي لحظتها سولت لي نفسي

كيف لا تعرفني الساحرة

كيف في رعب دخانها

وجهي لا يرتسم ؟

قلت: أنا الغائب هذا الصباح عن عادته

ماذا جاء بك

أ خبرٌ مسكون؟!

أم علة عالقة في سدة النفس؟!

قلت: البارحة عذبني المنام

رأيت يوسف

يغض البصر يتكلم خلف الستائر

يرتجف من المكائد

أخبرني عنها الشيطانة

جيروشنكا امرأة العزيز

لماذا لم ينل من مخدع الملك

و يظفر بذات الحب الذي لا يتوب

كوخ لبن لا تتطاول على زخرفه القصور

كم أحببتها هذه دون غيرها من المكائد

تبرئ الأكمه و تغمر الخزائن

تقول الساحرة:

ها أنك عدت للطمك

ها أن كلبك ينبح

ها أن غابتك تستأسد

ها أن سدة نفسك تقتلك

تزورني الليلة في منامك

ضع هذه تحت وسادتك

و لا تعتني بأخبار الملك

أخبار الملك مضيعة و هدر لشبابك

هوى سام يتسلل من فجوات شبابيكك

اقترب أضع يدي على رأسك

و الأخرى أقبض بها قرينك

كي يفيض القربان

شحمه و لحمه

كي تصيد الفراسة من النهر

عاريا من وهمك

يجهش بإرتطامه خلدك

و دع يوسف لكواكبه

هل عندك مزمار

أتركه ينام الليلة عندي

سأنفخ فيه من روحي

وأهش به على الجمع

يرعى في فسيح إبراهيم

و تكتب ساحرات الله

حين انتفاخ الفجر ولادة بلا دم

تنهض يا غريق النخوة

على لوح مشمش الله

حين يشرق الصياح

فتنشر غسيلك هذا الساخن

وعلى المنضدة ركن بيتك

دقق النظر تحت رماد أعقاب السجائر

هناك حضارة بكف حضارة

تقرقع القناني

يداوي زهر العوسج قروح القدر

و تأخذ بثأر من درسك الجدل

أيقونة و أجراس و تمائم

داخل أغراضك الحشرة

تتوسد و تفترش القصائد

و انس كي تتذكر جليا

من زرع دسيسة الشهامة

في قلبك الحار

و أورثك السحر

طريق الجنون أيها القاتل

تعليق عبر الفيس بوك