د. وليد جاسم الزبيدي| العراق
أنتِ الصّلاةُ وقبلتي ودُعائي
قُرآنُ فجرٍ وابتهالُ رجاءِ
//
ومنحتِني سرَّ الوجودِ وكنزَهُ
وفتحتِ لي فتحاً لخيرِ لقاءِ
//
وأنرْتِ ليلاً كانَ سجناً حالكاً
مثلَ النجومِ بليلةٍ ظلماءِ
//
فَتّقتِ زهراً في يَباسِ جُنينةٍ
وسكبتِ عشقاً في عيونِ الماءِ
//
أجريتِ لحناً في سكونِ جهالةٍ
فتدافعتْ كالمُزنِ في الصحراءِ
//
وتموسَقتْ تلكَ الشّفاهُ بلحنها
وتغنّجتْ وتلطّفتْ بإبـاءِ
//
وتسابقتْ أحلامُنا للقائِها
وتمنّعتْ عِزّاً بثوبِ بهـاءِ
//
لكِ سرُّ (موسى) بلْ طهارةُ (مريمٍ)
أوْ حُسنُ(يوسفَ) أوْ نذيرُ بلاءِ
//
لكِ ما أقَلّ سفينُ (نوحٍ) بهجةً
أوْ مَنْ حَوَتْهُ النونُ صوتَ قضاءِ
//
لكِ ما أقامَ (محمّدٌ) في غارهِ
إذْ قدْ تعلّمَ بعدَ كلّ عنـــاءِ
//
لكِ ما تلتْ تلكَ القرائحُ جودةً
فتعلّقتْ عصماءَ في الأرجاءِ
//
وسطعتِ فكراً في العقولِ وزينةً
ونبضتِ قلباً بعدَ طولِ جفاءِ
//
كلُّ اللّغاتِ لها زمانٌ ينتهي
إلاّكِ حرفُكِ في فمِ البُلَغـــاءِ
//
يا منبرَ الغدِ والحداثةِ والأُلى
وقصيدتي وقضيّتي وعَـزائي
//
سيظلُّ حرفُ الضّادِ منبعَ عِزّتي
ووقايتي من آفةِ الدّخَـــلاءِ