د.عامر بن العيسري| سلطنة عمان
بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية
غنج الرعابيب ذات السحر والألق
يا حسنها تأسر العشاق بالحدق
//
بذكرها أو بطيـف من مفـاتنها
يطفـي المتيم نار الشوق بالأرق
//
فيرتقي الصـب حلما ذاق لـذته
كالشهد أو كرضاب منه لم يذق
//
تمشـي إليـه بـدل زانـه خفر
تمـيل في مشيها في مطلع الفلق
//
فالوجه يحسـده البدر السكير به
والصوت يسحر لب الطائر اللبق
//
لله بسمتـها من ثغـرها خرجت
فاستبشر الكون منها في ضيا الألق
//
إن عاقر الصب كأسا من نضارتها
أضحت صبابته سكرى بلا رمق
//
و إن تجلت له أنفـاسه ارتعشت
عيـونه بهتت والقـلب في خفق
//
أواه منـها فلا تحصـى محاسنها
تفوح عطرا زكى في بلسم عبق
//
من قبل ليلى غدا المجنون يعشقها
وصاح بثنة منها الحسن لم يطق
//
أبناء عذرة من أثدائها رضـعوا
وكلـهم يطلبـون الود في قلق
//
فكيف بي وانا الـولهان أتـركها
وهي التي لم يحد عن وجهها حدقي
//
وكيف بي وانا أحـيا بنسـمتها
ونقـش نظمي لها بالتبر في الورق
//
نعم أنا بجمـال الضـاد مشتغل
أحيـا بها و لها في الصبح والغسق
//
فهي التي حوت الأصداف ما فتئت
تزهـو بجوهـرها في مجمع لبق
//
كل اللغات أتت طـوعا تبايعـها
تزاحمـت حولها في أوسع الطرق
//
لله محــتدهـا لله منــزلهـا
تجملت بمثاني الذكـر والعبق
عيونها الشعر بل أنفاسها خرجت
من ثغـرها في نظام جد متسق
//
فكيف يأتي دخيـل الشؤم يمقتها
ويـدعي موتهـا والقوم لم تفق؟
//
فالله يحـرسها من كـل ناعـقة
ونحن بالـروح نفديها وبالحدق