منح رئيس تحرير "الرؤية" جائزة التميز الدولية في الشراكة المجتمعية بالكويت

الطائي: المسؤولية الاجتماعية واجب إنساني ووطني يدعم تطور منظومة العمل المعاصرة

...
...
...
...

الكويت - فايزة الكلبانية

شهد "الملتقى الدولي للسفراء الأمميين للشراكة المجتمعية للعام 2019"، والمنعقد في دولة الكويت الشقيقة، منح المكرم حاتم بن حمد الطائي عضو مجلس الدولة رئيس تحرير جريدة "الرؤية"، والمكرم علي بن ناصر المحروقي عضو مجلس الدولة، والشيخ عبدالله بن سالم الرواس رئيس المؤسسة الدولية للتنمية المستدامة، جوائز التميز الدولية في مجال الشراكة المجتمعية.

وتضمَّن برنامج الملتقى عدداً من الفعاليات المهنية المُعززة للشراكة المجتمعية. وشارك من السلطنة عدد من سفراء المسؤولية المجتمعية؛ من بينهم: المكرم علي بن ناصر المحروقي عضو مجلس الدولة، والشيخ عبدالله بن سالم الرواس رئيس المؤسسة الدولية للتنمية المستدامة. وقدم المكرم حاتم بن حمد الطائي عضو مجلس الدولة رئيس تحرير جريدة "الرؤية"، ورقة عمل استعرضت تجربة جريدة "الرؤية" في تعزيز برامج المسؤولية الاجتماعية في السلطنة.

وقال الطائي -في ورقة العمل- إنَّ الحديث عن المسؤولية الاجتماعية يستدعي على الفور تسليط الضوء على موروثنا الحضاري العربي والإسلامي، الذي يُعظِّم من قيمة العمل الإنساني الهادف للنهوض بالفرد ودعم التطور المجتمعي، ولقد حافظ أجدادنا على مر العصور على قيمة العمل الإنساني، والذي تبلور في العصر الحديث ليحمل اسم الشراكة المجتمعية أو المسؤولية الاجتماعية، وهو مفهوم عميق المعنى والمغزى، يقوم على فكرة التعاضد بين أفراد المجتمع، لاسيما من المقتدرين وأصحاب رؤوس الأموال، الذين نجحوا في بناء مؤسسات وشركات أسهمت في توظيف العديد من أبناء المدن التي تأسست فيها، ورفدت خزينة الدولة بالعائدات اللازمة لمواصلة مسيرة التطوير والتحديث. وأضاف أنه لمَّا كانت المسؤولية الاجتماعية أحد السبل نحو تحقيق الأهداف التنموية، فقد عكف الخبراء والمتخصصون على صياغة وبلورة مفهوم جامع شامل لها، ورغم تعدد التعريفات وتنوعها، إلا أن المعنى الأوليّ الذي يتبادر إلى الذهن يظل هو الأقرب إلى الواقع، والذي يقوم على فكرة قيام كل مؤسسة وفرد في المجتمع بمسؤوليته تجاه البيئة المحلية التي يعيش فيها ويستفيد منها؛ فالمصانع والشركات والمؤسسات والمراكز التجارية وغيرها من المؤسسات التي تنشط في مجتمع بعينه، تقع على عاتقها مسؤولية اجتماعية تفرض بموجبها الكثير من الالتزامات، تبدأ بتوفير الوظائف لأبناء المجتمع، ولا تنتهي عند الإسهام في تنفيذ مشروعات تنموية؛ بل إن الأمر يتعدى ذلك بكثير، لنصل إلى مرحلة القيام بمسؤوليتها تجاه تعزيز النهضة الاجتماعية والتطور المجتمعي.

وأبرز الطائي تجربة "الرؤية" في جانب المسؤولية الاجتماعية، موضحا أن "الرؤية" تأخذ على عاتقها تنفيذ العديد من المبادرات المجتمعية؛ وقد أطلقت في هذا الصدد نهج "إعلام المبادرات"، الذي يرتكز في جوهره على قاعدة المبادرة المجتمعية. وقال: "نجحنا في تدشين العديد من المبادرات التي استهدفت في المقام الأول والأخير خدمة المجتمع، التزامًا منا بواجبنا الوطني تجاه مجتمعنا الذي منحنا هذا النجاح، وأسهم في أن تكون جريدة "الرؤية" الخيار الأول لدى القراء؛ سواء كانوا كبار رجال الدولة من المسؤولين وصناع القرار، أو من المواطنين الذين يحرصون متابعة وقراءة صحيفة تقدم خدمة إعلامية متوازنة ونزيهة لا تستهدف الإثارة بقدر ما تسعى لتبصير القارئ بما يحتاجه من معلومات وتحليلات للأوضاع من حوله".

وتابع القول: "نحن في "إعلام المبادرات" وضعنا نصب أعيننا إطلاق المبادرات التي تخدم أكبر شريحة من الناس، وتصل إلى المناطق التي قلما يصل إليها الآخرون.. ودعوني أتحدث أولا عن مبادرة "مكتبة السندباد المتنقلة للأطفال"، وهي عبارة عن حافلة كبيرة مجهزة من الداخل في هيئة مكتبة، تضم فوق رفوفها مئات الكتب والمؤلفات التي تناسب الأطفال حتى سن الخامسة عشر، باللغتين العربية والإنجليزية، ونعمل على تنظيم جولات ميدانية في مختلف ولايات السلطنة، مهما بعُدت، حتى ولاية مصيرة التي هي في الأساس جزيرة رائعة الجمال في قلب بحر عُمان". واستطرد قائلا: "خلال هذه الجولات يتم تنظيم حلقات قرائية تستهدف الأطفال لأجل تنشأتهم على ثقافة القراءة وغرس حب الاطلاع في نفوسهم منذ نعومة أظافرهم. كما يتم تنظيم مسابقات في القراءة والرسم والتأليف أيضا، لتكريم المواهب المتميزة والإبداعات المتقدة، وهذه المكتبة ليست مجرد حافلة مُحمَّلة بالكتب، بل هي منارة معرفية وتنويرية متنقلة تضيء الدرب لأبنائنا ولكل طامح في الاستزادة من نهر المعارف والعلوم".

وتطرق الطائي إلى "جائزة الرؤية لمبادرات الشباب"، والتي تعد واحدة من أبرز المبادرات الوطنية التي تنظمها الجريدة من منطلق مسؤوليتها الاجتماعية، مؤكدا أن هذه الجائزة بما تحمله من أهداف وقيم، تسعى إلى تمكين الشباب من المستقبل، من خلال إطلاق العنان لإبداعاتهم، ومساعدتهم في ذلك من خلال تنظيم جولات ميدانية في ولايات السلطنة، وتقديم ورش عمل ودورات تدريبية بالمجان، يقدمها خبراء ومختصون من داخل وخارج السلطنة، في العديد من المجالات، في مقدمتها مجال الابتكار والروبوت والذكاء الاصطناعي، ومجال الطاقة المتجددة وإعادة التدوير، ومجالات أدبية أخرى حسب فروع الجائزة.

وأوضح الطائي أنه وتتويجا لجهود "الرؤية" في مجال المسؤولية الاجتماعية، وانعكاسا لمسيرة تطورها، فقد أطلقت المؤسسة في أكتوبر الماضي "الشبكة الإعلامية للمسؤولية الاجتماعية"، لتكون أول شبكة وطنية في عُمان تهتم بتنظيم جهود المسؤولية الاجتماعية للشركات، وتعمل على ضمان التوظيف المنهجي لها، والمساهمة في طرح مبادرات تحقِّق الاستدامة، وتقديمِ خدماتٍ استشارية لمُؤسَّسات وشركات القطاع الخاص، إلى جانب المساهمة في تنفيذ البرامج التدريبية المُسَاعِدة، وورش العمل المتخصِّصة، وعقد الملتقيات والمنتديات المعنية بالمسؤولية المجتمعية والتنمية المستدامة في كل محافظات السلطنة.

وعبَّر الطائي عن أمله في أن تكون هذه الشبكة العمانية المنصة الأولى لجميع الشركات، من أجل تنسيق الجهود، لاسيما فيما يتعلق بتنفيذ المشروعات وضمان التوظيف القطاعي المنهجي لها، والمشاركة في ابتكار مبادرات تحقق الاستدامة، عبر تقديمِ الخدماتِ الاستشارية للفاعِلين من المُؤسَّسات والشركات ذات العمل المجتمعي الإنمائي.

وشدد الطائي على أن هذه المبادرات تعكس الإيمان الراسخ لجريدة "الرؤية" بدورها كمؤسسة إعلامية تشارك في نهضة المجتمع وتقدمه، موضحا أن المسؤولية الاجتماعية لم تعد خيارا أو وجاهة مجتمعية، بل هي واجب إنساني ووطني تأصل في منظومة العمل المعاصرة، والمجتمع الذي يفتقد لمبادرات ومشروعات المسؤولية الاجتماعية، يعاني من ضعفٍ بالعملية التنموية.

يُشار إلى أن فعليات الملتقى بدأت يوم الخميس الماضي واختتمت أمس، برعاية فخرية من قبل معالي الشيخ فواز الخالد الصباح محافظ محافظة الأحمدي بدولة الكويت والسفير الدولي للمسؤولية المجتمعية؛ وذلك في مقر المعهد العربي للتخطيط، وبتنظيم من الشبكة الاقليمية للمسؤولية الاجتماعية، بالشراكة مع محافظة الأحمدي والمعهد العربي للتخطيط والمركز العالمي للتنمية المستدامة، ومعهد الانجاز المتفوق للاستشارات الادارية والاقتصادية والمالية بدولة الكويت. ونظمت الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية، فعاليات الملتقى، وذلك بالشراكة مع محافظة الأحمدي والمعهد العربي للتخطيط والمركز العالمي للتنمية المُستدامة، ومعهد الإنجاز المتفوق للاستشارات الإدارية والاقتصادية والمالية بدولة الكويت.

تعليق عبر الفيس بوك