ترجمة- رنا عبدالحكيم

اعتبرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن مساءلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومحاكمته في مجلس النواب الأمريكي، تمثل وصمة لا تمحى على تاريخ رئاسته الأكثر اضطرابا في العصر الحديث.

وصوت مجلس النواب أمس على عزل ترامب بتهمة إساءة استغلال مكتبه وعرقلة عمل الكونجرس، حيث أعلن الديمقراطيون بأن ترامب يمثل تهديدًا للأمة. وبعد 11 ساعة من المداولات في قاعة مجلس النواب بين الديمقراطيين والجمهوريين حول سلوك ترامب مع أوكرانيا، صوت المشرعون بالكامل تقريبًا على أسس حزبية لعزله. يصبح ترامب ثالث رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يواجه المحاكمة في مجلس الشيوخ، وهي إجراءات ستحدد ما إذا كان قد تم إقالته من منصبه قبل أقل من عام واحد قبل ترشيحه لإعادة انتخابه.

وأقر مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون مادتين لتوجيه اتهامات ضد ترامب - إساءة استخدام السلطة وعرقلة الكونجرس - تتعلق بمحاولات الرئيس لحجب المساعدات العسكرية عن أوكرانيا والضغط على حكومتها للتحقيق مع نائب الرئيس السابق جو بايدن وهو معارض ديمقراطي ومرشح محتمل لانتخابات عام 2020.

وصوت مجلس النواب بأغلبية 230 صوتًا مقابل 197 للموافقة على المادة التي تتهم ترامب بإساءة استخدام السلطة. بينما كان التصويت على المادة الثانية، وهي عرقلة عمل الكونجرس، 229 صوتا بالموافقة في مقابل 198 صوتا.

وصوت جميع الجمهوريين ضد كلا المادتين. من بين الديمقراطيين، صوت اثنان في لا على المادة الأول وثلاثة في الثانية، بينما شخص واحد – وهو النائب تولسي جابارد - صوت "نعم" في المرتين.

وقالت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب “للأسف الشديد، أصبحت رؤية مؤسسينا الآن لجمهورية تتعرض للتهديد من تصرفات البيت الأبيض". وأضافت: "إذا لم نتصرف الآن، فسنكون مهملين في واجبنا".

ومن المتوقع على نطاق واسع أن يبرأ مجلس الشيوخ ترامب، لأن الإدانة والإقالة ستتطلب 67 صوتًا في مجلس النواب؛ حيث يشغل الديمقراطيون وحلفاؤهم 47 مقعدًا. وإذا تمت تبرئة ترامب، فإنه سيتصرف في الفترة المتبقية من رئاسته بشكل غير متوقع؛ بعد أن قام خصومه بتوجيه ضربة قوية له، لكن في النهاية لم تنجح في عزله.

وأوضحت كثافة واستقطاب النقاش الدائر في قاعة مجلس النواب مدى اعتقاد قادة الحزبين الآن روايات مختلفة تمامًا عما حدث. وفي بعض الأحيان بدا الأمر وكأنهم يمثلون بلدانًا مختلفة.

ووصف الديموقراطيون ترامب بأنه تهديد مباشر للأمة التي انتخبها للقيادة، حيث وصف أفعاله بأنها إهانة غير مسبوقة للقيم الأمريكية. وندد الجمهوريون بهذه الاتهامات ووصفوها بأنها غير مدعومة بالعملية ووصفتها بأنها غير شرعية، متهمين الديمقراطيين مرارًا وتكرارًا بالسعي إلى قلب نتائج الانتخابات الأخيرة بطريقة غير قانونية.