سمير عبد الصمد| الأردن
إحياءًا واحتفالا باليوم العالمي للغة العربية (18 من ديسمبر)
يسافرُ الحرفُ في أسماعِنا نغما
ويستثيرُ صداه الرائعُ الهمما
//
اللهُ، يا لغةَ الضادِ التي ملأت
أرواحَنا، وسَمَتْ في ذاتِنا حكما
//
يكفيكِ أنكِ ميثاقٌ يوحِّدُنا
وأنك البيتُ، مرفوعًا ومحتكِما
//
وأنَّ منك كتابَ اللهِ، أحرفُهُ
وحيُ القداسةِ يجلو نورُها الظُلَما
//
وأنكِ الفضةُ المصقولةُ، احتضنتْ
بدائعَ القولِ: منثورًا ومنتظِما
//
وأنّ راياتِكِ البيضاءَ خافقةٌ
في الخافقين، يهزُّ نقاؤها الأمما
//
صُنتِ الشريعةَ، ألفاظًا ومعتقَدا
فأشرقَ الكونُ من إلهامِها قِيما
//
بانت سعادُ وما زالتْ مُعطَّرَةً
بالرائعاتِ، تطوفُ البيتَ والحَرما
//
بـبُردةٍ من رسولِ اللهِ طاهرةٍ
ينالُ كعبٌ بها الأمجادَ والنِعَما
//
إن الرسولَ لَنورٌ يُستضاءُ به
هدايةُ اللهِ مَن تُقسَمْ له غَنِما
//
"قيسٌ يؤانِسُنا في سحرِ مُؤنِسةٍ
فيضرمُ الشوقَ في وجدانِنا ضَرَما
//
"ليلى الرقيقةُ ليلُ السهدِ يذكرُها
تحكي حكايةَ مَنْ مِن عِشقِهِ ظُلِما
//
هما الشتيتانِ في أحضانِ باديةٍ
هما الشقيانِ حالَ البينُ بينهما
//
يمضي بنا المتنبي نحوَ صومعةٍ
نرى بمحرابِها الآمالَ والألما
//
واحرَّ قلباهُ من همٍ يُكابدُه
قد أسهرَ الخلقَ من غُلوائِه سقما
//
وشعرُه مالئُ الدنيا وشاغِلُها
هزَّت قصائدُه مَن يشتكي الصمما
//
تهدمتْ وانتهتْ من بعدِه دولٌ
لكنْ، أبو الطيبِ الصداحُ ما انهدما
//
شيخُ المعرةِ يُثرينا بفلسفةٍ
حولِ الوجودِ، فكان الحائرَ الفهِما
//
رهينُ حبسينِ، لم يجنِ على أحدٍ
عاش الحياةَ على علاتِها سأما
//
لا الشدوُ يُطربُهُ، لا الشجوُ يُتعبُهُ
كلاهما في حنايا نفسِه انكتما
//
قد أرهقَ الشكُّ دنياه، وأرهقَه
كلُّ الوجودِ لديه يُشبهُ العدما
//
نُبوغُ شوقي تجلّى في عرائسِه
كانت مدائحُه في المصطفى قِمما
//
يا أفصحَ الناطقينَ الضادَ قاطبةً
على الزمانِ تظلُ الصادقَ العلَما
//
يا أحمدَ الخيرِ يا نبراسَ أمتِنا
ما زال رٰكنُك للأخلاقِ مُعتَصما
//
محمدٌ صفوةُ الباري ورحمتُه
إن هلَّ ذكرُكَ يرنو الكونُ مُحتشِما
//
يزهو نزارٌ بتاجٍ صاغَهُ عُمرٌ
حتى تلألأ بـرَّاقًا ومُنسجِما
//
في كلِّ بيتٍ سرى عشقٌ إلى وطنٍ
أو ياسمينةُ حبٍ تسبقُ الحُلُما
//
أو عطرُ حسناءَ، أو أسرارُ غانيةٍ
أو وردةٌ لوّنتْ جديلةً وفما
//
تلك القدودُ بشدوِ الساهرِ انفعلتْ
لما التقى الحرفُ في إحساسِه النغما
//
نشدُّ باللغةِ الفصحى إرادتَنا
شرقًا وغربًا وإقبالًا ومختَتَما
//
ففي حروفِكِ خلَّدْنا حضارتَنا
وفي دروبِكِ سار العلمُ والعلما
//
ومن بيانِك أرضُ اللهِ ناطقةٌ
الفكرُ يُتعِبُ في إبداعِهِ القلما
//
إنا المحبونَ، هذا الحبُّ في دمِنا
نحمي كيانَك، لا مَنَّا ولا كرَما