د. صالح الفهدي| سلطنة عمان
أَعَذَلْتَها، أَمْ قدْ تَبِعْتَ هَوَاها
فَجَهِلْتَ أينَ تَغافلتْكَ مَتَاهَا؟!
//
حَطَّتْكَ مِنْ عَلياكَ حِطَّةَ أَبْلَهٍ
حتَّى تَمَرَّغَ في تُرابِ خُطَاها!
//
وتَبِعْتَها عَبْداً يُبَاعُ ويُشْتَرَى
طَوْعَ الْقِيَادِ، فَمَا يَفُكُّ يَدَاها!
//
نَفْسٌ تُنازِعُها السَّفاهَةُ مَا لَهَا
مِنْ قُوَّةٍ تُرْدُي الْعُتَاةَ سِوَاها!
//
أَقْسَمْتَ في طُهْرٍ بِقَطعِ قُيُودِها
لَكِنْ حَنَثْتَ، فَكَبَّلَتْكَ عُرَاها!
//
يا لِلشَّرِيفِ، أَمَا مَلَكْتَ قِيَادَ مَنْ
مُلِّكْتَ أَمْرَ قِيَادِها، وهَوَاها؟
//
فَشَرَعْتَ تَلْهَثُ حَيثُما خطواتُها
وَطِئَتْ، وتَحْجُبُ عَنْ هَوَاكَ عَمَاهَا
//
مَا خِلْتَ أنَّكَ قَاطِعٌ في رَكْبِها
دَرْباً، تُطَأطِئُ في مَدَاهُ جِبَاهَا!
//
أَنْتَ الْأَشَمُّ، فَكَمْ عَلَوْتَ مَرَاتِباً
طَمِعَ الْأَكَارِمُ فِي الْحَياةِ مُنَاها
//
ما قَيَّدَتْكَ خَطِيئَةٌ تَحْنِي بها
رَأْساً، ومِثْلُكَ لا يَذُوقُ أَسَاها
//
فَاعْمَدْ لِنَفْسِكَ كَيْ تُقَوِّمَ مَيْلَها
يُنجيكَ فِعْلُكَ مِنْ ضَلالِ دُجَاها
//
قَدْ أفلحَ الْمَرْءُ الَّذِي زَكَّى بِها
عِطْرَ السَّمَاءِ، وخَابَ مَنْ دَسَّاهَا