د. ريم سليمان الخش| باريس
المندس:
إليك عنهم في شُركهم غرقوا
ولتكفري في كلّ الذي اعتنقوا
//
من ألف عام لم يلتقوا سُحبا
لم يدوِ رعدٌ ..كلا ولا برقوا
//
قومٌ ببئرٍ في قعره انغلقوا
لو قيل ضوءٌ: من رهبةٍ صعقوا!
//
مابين جوعٍ كالذئب ينهشهم
وبغيِ جهلٍ أحشاؤهم مِزَقُ
//
أبصارهم للأشباح شاخصة
لكنهم في إيمائها فِرَقُ
//
للآن نار التاريخ مضرمة
بشهوة الثأر كلّهم علقوا
//
أتترك النار من بها احترقوا؟
وكيف ينجو مستغفلٌ أبقُ!؟
***
النفس الحرّة:
أتزرع الشكّ حولهم سُبلا
كي تحصد الوهن إنْ به علقوا؟
//
لن يقدر الوغد أن يشتتهم
في القلب صوتٌ: في وعيهم أثقُ
//
سالوا بعشقٍ والله منبعهم
لم ألقَ عتما من بعد ما دُلقوا
//
الله نورٌ والكون مغنطةٌ
والحرّ من بعض ومضه ألقُ
//
الله نور الأكوان قاطبة
آلاؤه للآفاق تخترق
//
لاخوف منهم والحب يجمعهم
لا نار تصلي أكباد من صدقوا!
***
المندس:
البغيُ أقوى والرشُ منهمرٌ
يا ويح قوم للموت قد خلقوا!
***
النفس الحرّة:
إليك عني مازلت موقنة
أنْ لاخضراري من مائهم رمقُ!
//
أنّ الضياء المعشوق يرمقهم
والطير والزهر والندى العبقُ
//
العقلُ نجمٌ والشحن معرفة
لاعتمَ يخشاه والسنا طُرقُ
//
سعيا إليهم أحبابهم طفقوا
: يا خير مسعى وخير من عشقوا