هل إقالة كومان هي الحل؟!

 

 

محمد العليان

 

تفاءلنا كثيرًا واستبشرنا خيراً باتحاد الكرة وتوقعنا أن نشاهد ما لم نشاهده سابقاً من التغييرات والتعديلات في منظومة كرة القدم، ولكن الوضع ظل على ماهو عليه من تخبطات واستمرارها سابقاً وحالياً، رغم أن هناك من يستحق من الأسماء أن يشارك ويعطي أكثر لا أن يتم تهميشهم واستبعادهم يبقى السؤال الأكبر.

لا ننكر أنَّ هناك إيجابيات لاتحاد الكرة ولكن السلبيات غطَّت على الإيجابيات وتفوقت عليها،  وهناك من يطبل وهناك أناس وفي هذا الوقت بكل أسف كالعملة (المعدنية) دائماً تبحث عن جهة الموجة. والسؤال هنا الذي يبحث عن إجابة هل إقالة أو إعفاء المُدرب كومان من تدريب المُنتخب الوطني الأول بعد إخفاقه في بطولة كأس الخليج هو الحل؟ مدرب مغمور وليس له سيرة ذاتية قوية كيف يتم التعاقد معه؟ رغم العلم بضعف سيرته التدريبية، ومع مرور الأيام انكشف المستور ووقع اتحاد الكرة في المحظور.

فهل إعفاء المدرب هو الحل؟ ولماذا يتمسك اتحاد الكرة بالجهاز الفني المعاون لحين التعاقد مع مدرب جديد؟ وأيضاً لماذا لم يتم إعفاء الجهاز الإداري؟

أسئلة تبحث عن إجابات، فقرار إعفاء المدرب لوحده هو تخدير للوسط الرياضي ومن ثم إعادة الجهاز الفني المعاون من جديد. إنَّ التغيير والتطوير والتجديد يجب أن يطال الكل إذا أراد اتحاد الكرة أن يبني مرحلة وفلسفة جديدة للكرة العمانية، الفترة الحالية والقادمة تحتاج إلى فكر وثقافة وعناصر جديدة سواء فنية وإدارية، إذا أردنا التغيير والتجديد، وأيضًا حتى على مستوى عناصر اللاعبين في المنتخب فهناك لاعبون لا يخدمون المنتخب في الفترة القادمة، نظراً لكبر سنهم وأيضاً لعطائهم المحدود لأنَّ هناك تمثيليات حصلت أثناء اختيار لاعبي المنتخب خلال الفترة الماضية التي أتت على شكل استبعاد لاعبين تارة وضم تارة أخرى، كلها حيل أصبحت مكشوفة للجهاز الفني والإداري للتلاعب والعبث في تشكيلة المنتخب.

من هنا يجب أن تتم إقالة مساعد المدرب والجهاز الإداري بأكمله، إذًا العلة ليست في المدرب لوحده بل في منظومة كرة القدم كاملة من اتحاد كرة القدم الذي يتحمل تعاقبات التعاقد مع المدرب واختيار الأجهزة الفنية والإدارية لكل المنتخبات وهي التي تحتاج وتتطلب التغيير والتجديد، تصحيح المسار بأكمله حتى في اتحاد الكرة ولجانه يجب أن يشكل خطوة في الاتجاه الصحيح في المرحلة الحالية هناك وجوه يجب أن ترحل وهناك أسماء يجب أن تؤخذ مكانها في الفترة الحالية والقادمة وأيضًا يجب تغيير كثير من المفاهيم الخاطئة التي أصبحت السمة الرئيسية للعمل الإداري وحتى الفني. وهذه مرحلة مهمة في مسيرة اتحاد الكرة المتبقية 6 أشهر لإحداث نقلة في مسيرة الكرة العمانية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

هذه السنة سنة كبيسة للكرة العمانية بإخفاق وخروج كل المنتخبات ماعدا منتخب الناشئين الذي تنتظره مشاركة في بطولة كأس آسيا القادمة.

على اتحاد الكرة أن يستمع إلى صوت العقل والمنطق وحده، فليس المدرب كومان هو كبش الفداء الوحيد،  فعناك أكثر من كومان يجب إقالته، فكرة القدم عجلة دائرة يجب أن تستمر في الدوران، لا نريد العلاج بالمسكنات الذي بات مشهدًا يتكرَّر في كل زمان ومكان.