يوسف عوض العازمي
"التردد أكبر عقبة في طريق النجاح".. عمر المختار
أحدهم بدأ في رحلة منذ سنوات قليلة، كانت أشبه بالمُغامرة الجنونية، قيل له كلام كثير حول تضاريس الطريق، ومعوقات الرحلة، والمطبات التي ستعرقل المسير، والعكس صحيح هناك من شد على يده وآزره ورفع من معنوياته، ولكن حين يركب القطار السكة، يبدأ واقع الطريق بالوضوح، والرؤية إلى أوضح مدى، وتبين له أنَّ ما قيل شيء، وما بالطريق ومسافاته أشياء أخرى، والأكيد أنَّ المعوقات والمطبات تملأ الطريق، بل تكاد المطبات أكثر من مسافة الطريق المعبدة!
واجه خلال الرحلة مئات الوجوه، سواء من مُرتادي الطريق أو من ضباط المرور على هذا الطريق، هؤلاء الضباط الذين لكل واحد منهم قانونه الخاص، ولوائحه الخاصة، والنفسية التي لا تعلم على أي بر سيتم رسوها!
طريق الرحلة يمُر بمحطاتٍ كثيرة، وموانئ ومدن وحتى القرى يستطيع رؤية بعضها أثناء الطريق الطويل، هناك استراحات بين المسافات، لكنها إجبارية ولا تحقق متحققا، واجه خلال الرحلة مجتمعًا آخر غير مجتمعه المُعايش، ولم يكن قريباً بأية حال من مجتمعه المتصور قبل بداية الرحلة ..
في أحداث الرحلة كانت تُقابله العديد من الفرص للتحلل من مبادئه وقيمه، كان يقاومها أينما مقاومة، وجد نفسه في مواقف محرجة تأبى أن يستكمل الرحلة بحسب الرتم الموضوع، لكنه تحمل وزر الإحراج وتوقف فترة ثم العودة لاستكمالها، كانت مواقف أثرت في نفسه، اعتبرها سوء تقدير موقف وتوقف ثم عاود الاستمرار!
بإحدى المواقف الحرجة، كان لزامًاعليه أن يدوس المبدأ والقيم، وينجرف نحو أمر آل على نفسه عدم القيام به، لكن لأنَّ حالة المريض كانت من السوء، لذلك تناول الدواء المر!
لم يكن يتوقع صعوبة الرحلة، خصوصا وأن المدينتين اللتين أختارهما لم تكونا بالسهولة المتوقعة للوصول إليهما، وهو الآن على أعتاب الوصول، والوضع أصبح مربكا، وأحوال الطريق تزداد سوءًا، والدرب مطباته السبع قد تكون أكبر من قدرة المركب للوثوب فوقها، وسألني: هل سنصل؟
هل ستنتهي الرحلة؟