أبو نبراس البوصافي | مسقط
"قصيدة لكل من فقد غالٍ على قلبه"
توَسَّدَ حُلْمِي بينَ أنَّـاتِ الهَـوَى
وقمْتُ أُصلِّي في جوانِحِ وَحْدَتي
//
ولمْ يكُ غيْري في هواهَا مُكبَّلٌ
كأنَّيَ في سجْنِ الرَّصافَةِ يَقْظتِي
//
تمُـرُّ عليْنا الذِّكرياتُ تَوَالِياً
وليسَ تمُـرُّ اليومَ ذكْـرى أحبَّتي
//
أُنقِّـطُ اسْمَ النَّرجسيَّةِ منْ دَمِي
وأنْسجُ شعْري منْ مَدامعِ شمْعَتي
//
أترْحلُ عنَّـا والقلوبُ لواعِجٌ
وترْحلُ عنَّا رغْمَ قوْلي لَها اثْبُتِ
//
وتتركُ قلبَ المُسْتهامِ مُـمَدَّداً
على نَعْشِ أجداثٍ وموتٍ و قفْرةِ
//
يموتُ مرارًا دونَ قبْرٍ يُجيرُهُ
ويقْطفُ حُزنَ الأوَّلينِ بِحسْرةِ
//
حوَاليَّ أكياسٌ من التَّمْرِ خِلْتُها
نفَائسَ ماساتٍ نسَتْها وطرْحةِ
//
أبيتُ وفي يدِيَ اليَمينُ مدامِعي
غدَوْنَ خِماصًا دونِ فقْدٍ لِدمعةِ
//
هناكَ ظباءُ الحيِّ تسْقي فقيدَها
وظبْيُ عُيوني في بُعادٍ و غيْبةِ
//
إذا ما تجلَّى الصُّبحُ فتَّشْتُ دارَنا
تقمَّصَني نورُ الصباحِ بلوْعتِي
//
وكم حامَ حوْلي العاشقونَ تَفَضُّلاً
كمجنونِ ليْلى قد أتى كلَّ سيرةِ
//
وما إنْ سردْتُ الذِّكرياتِ أمامَهُ
تنشَّجَ حُزْنًا ثمَّ ولَّى بخيْبةِ
//
ألا فارْحمِ الوُدَّ الذي كانَ بيْننَا
وبستانَ ورْدٍ كان منِّي هدِيَّتي
//
ولا تتْرُكي الأسْوارَ تُعْلي ثِمارَها
فلا زلتِ في عيْني مُنَى كلِّ نظْرةِ
//
ولستُ أُبالي إنْ طلبْتِ اعْتِذارَنا
أمامَ جموعِ الناسِ في أيِّ لحْظةِ
//
ألا يَا فراشاتِ الهوى وصِّلي لها
قُصاصةَ شِعْري دونَ تحْريفِ جُمْلةِ