على أوراق دهشتك الراجفة

 

د. أحمد جمعة | مصر

 

لم يكن في الحسبان أبدًا

أن تكون الحياة التي لم تورثك

إلا جبل ملحٍ

يمتد بين حدقتيك الضيقتين

تخفي لكَ في عصير صبّارها

مركبًا ورقيًا

قد نجّره لك جاهدًا

الحب.

***

 

فجأة تسحب الابتسامة شفتيك الآثنتين

لبرٍ لم تتعرفه قبلُ أنَّةٌ

ولم تهب فيه ريحٌ قد بكت بين ذراعيها

سفينةٌ أو قاربٌ رضيع،

تأخذك الضحكة التي لم تكن سوى

حلم لحنجرتك..

حنجرتك التي عزفت للصمت الأسيف

ألف آهةٍ نادرة

ولم يصفق لها أبدًا

إلا الفراغ الغفير،

تأخذك لحقلٍ بعيدٍ في طفولتك الضائعة

حيث طواجن الحليب بقطع الخبز

وابتسامة من عينين حانيتين

ترفل شفتيك

اللتين قطعهما البرد الحاد.

***

 

تأخذك يدٌ

قد امتدت لداخل رأسك الحالم

راسمةً أمانيكَ

على أوراق دهشتك الراجفة

نافخةً فيها بالتحقق،

نفسها اليد التي قد مسحت على

رأس فرحك اليتيم

ثم أهدتك كل ما جنته

من حسنات،

نفسها اليد التي تشعل

ألف قمرٍ للأمل

في لياليك

التي كاد الحزن لولا أن ألقت

على عيونها

أن تنطفئ لأبد الألم.

***

 

لم يكن في الحسبان أبدًا

أن تكون روحك يومًا

مخزنًا شاسعًا

للحياة،

الحياة التي أوهمك كثيرون قبلُ

بأنها ستختنق

بخاتمِ الزواج!

تعليق عبر الفيس بوك