تحية لأسود عُمان الأشاوس‎

 

أنيسة الهوتية

 

بشعارهم المُقدس الذي يتصبّحون ويمسون به (الله، الوطن، السلطان) هذا الشعار الذي حفروه في قلوبهم الشجاعة وأرواحهم المقدامة بحبر دمائهم؛ الذي يرخصونه لأجل هذا الوطن، هذه الأم، هذه الأرض التي وُلدوا فيها وعاشوا عليها، ولا يسعون إلا ليدفنوا فيها؛ لأنهم يعشقون ترابها الذي يسجدون عليه في صلاتهم، ويحمونه بكل ما يملكونه دون استثناء.. لعُمان هذا الأمن والأمان الذي نتغنى به ليل نهار بين أصحابنا وزملائنا وأهالينا ومعارفنا في الدول الشقيقة والصديقة، وفي وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الورقي والسمعي والمرئي، هذه الجنة التي نعيش فيها وظِلال الأشجار التي نستظل بها اليوم وسيستظل بها أبناؤنا غداً زرعها وواكب على رعايتها وسقيها والاهتمام بها ورمم أغصانها وأوراقها أشخاص يقضون يومهم تحت حرارة الشمس الحارقة في مدار السرطان الملتهب، وينامون ليلهم في صقيع الصحراء العربي الذي يكاد يكون زمهريراً على تلك الحدود، طعامهم ما يسد رمقهم وشرابهم يبلون به ريقهم، لا يبحثون عن ما لذّ وطاب ولا على وسائد ريش النعام! مستغنين عن كل ذلك لأجل أبناء حبيبتهم التي يحمون أطرافها، مُترامين في حدودها هُنا وهناك برضى أنفسهم لأنّهم يبرون بأمهم عُمان.

وطاعة وحُباً للأب القائد الأعلى، الذي ندعو له يوميا - فليدم مؤيداً قائداً ممُجداً بالنفوس يفتدى - قائد حكمته نار على عَلَم، وشجاعته وقوته ودراسته العسكرية لا تقل عن تلك النار التي على ذلك العلم.

القائد الأعلى للقوات المسلحة السلطانية صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- منذ العام 1970م الذي كان فجرا جديداً وميلاد قوة مضاعفة تواكب العالم في حداثته وخططه الاستراتيجية العسكرية، التي لم تتوقف ولا زالت مستمرة في تجددها خلال الـ49 عاماً إلى يومنا هذا؛ محتفظاً بقوة أساسه التاريخي المتين وبنائه الذي مرّت عليه السنين منذ بداية تأسيسه في العام 1907م إلى تأسيسه الرسمي في العام 1950م ووصولاً إلى يومنا هذا.

إنّه القائد القيادي الذي تعلم أبناؤه الأشاوس من أفعاله وأعماله وأقواله التاريخية، وعزز فيهم روح المحبة والإخاء والتفاني في كل تفصيلة من تفاصيل كيان عمان الحبيبة باتحاد متلاحم متناغم رغم تفرعها وتوسعها وتغيرات مناخها وبيئاتها الجغرافية، إلا أنّهم استطاعوا بشجاعتهم وتفانيهم احتوائها براً، بحراً وجواً.

فتحية شُكر وتقدير من أعماق قُلوبنا لأسود عُمان ونُسورها المُتحدون في كيان القوات المسلحة العُمانية، تحية للجيش السلطاني العماني، تحية لسلاح الجو السلطاني العماني، تحية للبحرية السلطانية العمانية، تحيّة لقوة السلطان الخاصة، تحيّة لقوات الفرق الوطنية العمانية، وتحية للحرس السلطاني العماني.

وتحية يملأها التقدير العظيم وجزيل الشكر والامتنان والاحترام والحب لوالدنا قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات العُمانية السلطانية.

اليوم يوم القوات المسلحة العمانية، الحادي عشر من ديسمبر وسأرتقي هذا المنبر لأوجه شكري وتقديري وامتناني لأبنائنا، وإخوتنا، وآبائنا الذين يستحقون منا هذا الشكر والتقدير.

قُبلة احترام على تلك الرؤوس الشامخة، وأولهم والدنا وقائدنا مدرسة التسامح والشجاعة، مبارك لك ولنا أُسود عُمان الأشاوس.