نداء المفاتيح.. مفتاح ثالث

 

مفيد خنسه | سوريا

رئيس تحرير جريدة الثورة السابق

 

لي في البحارِ البيضِ سبعُ منازلٍ مترادفاتٍ لا يَرى سكانُ كلّ جزيرةٍ سقفي/ فأبحرُ سبعَ مراتٍ على سفنِ الغريبِ/ وباقةُ الأمواجِ تصهلُ كالجبالِ وليس لي مأوى سوى كفٍّ يقودُ حطامَ أنفاسي إلى أُولى منازلِ غربتي/ لولا نحولُ مفاصلي لشواني العفريتُ مثلَ الإنسِ قبلي/ فاتكأت على يديَّ وقد رماني قربَ نهرِ الماسِ في الوادي السحيقِ/ وطائرُ الرخِّ العجيبِ يطيرُ للأعلى ويحملُ ما تعلّقَ بالجلودِ / وكنتُ في إحدى الذبائحِ صاعدا حتى رماني بينَ تجارِ الحكَمْ. 

لي في حكاياتِ الزمانِ/ ومن روائعِ شهرزادَ بدائعُ القصصِ التي تُروى/ ولي أوتادُ مَنْ مروا على كفني/ ولي فيها نشيدُ الماءِ بين جداولِ الذكرى/ ولي سرُّ الذين قضَوا على عهدِ الوفاءِ وموسمُ البلوى نغَمْ.

لي إرثُ ماضٍ خانَه الحراسُ فانداحتْ نداءاتُ التواريخِ القديمةُ من حناجرِ قاصراتِ الطرفِ يطلبنَ الأمانَ برحمةِ الملاكِ/ تنبعثُ السرايا من أقاصي الدهرِ أفواجاً/ وفوق سيوفِهم راياتُ فتحٍ شاهداتٍ والسنينُ على ضفافِ الحربِ دارتْ بالضعيفِ على طواغيتِ الجريمةِ فانتقَمْ.

لي ما أتى من كلّ فجّ غابرٍ حملتْ خطاياه البروجُ/ ولي قرابينُ الكراماتِ العزيزةِ/ لي في الحقولِ الخضرِ سبعُ سنابل شقرٍ وسبعٌ حائراتٌ من رؤى زرعي/ ولي عينان دائرتان تلتقيان كلّ وليمةٍ في أعينِ الأطفالِ/ خلفَ قرى المنافي نهرُ أسئلةٍ على أبوابِ حكامِ البلادِ ونسلِهم.. من؟  أين ؟ كيف؟ متى؟! وكم؟!. 

لي شهدُ أنديةٍ/ وسرُّ هديرِ ألويةٍ/ وأصواتُ السجونِ على المداخلِ ليس لي منها سوى أصداءِ أعراسِ السبايا الزاحفاتِ على تلالِ الرملِ/ والأختامُ والأعلامُ/ والأوراقُ ما فيها من الأحكامِ والأرقامِ لي .. لي كل مكتبةٍ بما فيها من الأقوالِ من مدحٍ وذَمْ. 

لي ما تقدّم من رثاءِ الأولين وما تأخّرَ من رجاءِ الآخرين/ ولي وصايا الأقدمين وأمنيات الغابرين ولي.. ولي.... خالٌ/ وابنُ أخٍ / وأبناءٌ/ وعَمْ.

لي سرّ إسراءِ النحيلةِ من خيامِ الفتحِ حافيةً إلى قصرِ الأميرِ/ ولي على معراجِها أشعارُ من كانوا على أعتابِها يتخيلون غرائبَ الأوصاف كي يحظون بالألقاب في صحنِ الخليفةِ/ لي بيانُ مطالعِ الشعراءِ في المدحِ المقدسِ والمدنسِ والهجاءِ/ ولي مقاماتُ العروضِ ولحنُ إيقاعاتِه في الرقصِ فوق منابرِ القولِ المصدّق بالذمَمْ!.

تعليق عبر الفيس بوك