ناشدوا عبر "الرؤية" الجهات المعنية سرعة التدخل لحل أزماتهم

شبح الفصل التعسفي يطاردهم: المُسرحون من أعمالهم يفتشون عن "وظيفة بأي راتب"

 

< القيوضي: الشركة تعللت بغياب المشاريع الحكومية.. وسرحت 20 عمانيا

< ناجي الهطالي: أعجز عن سداد أقساط "الجمعيات".. والوظيفة أملي الأخير

< مصبح الهطالي: أنفق على 12 من أبنائي.. وغلاء المعيشة يفاقم الضغوط

< البلوشي: أعيش مرارة التسريح للمرة الثانية.. وديوني تفوق 60 ألف ريال

 

الرؤية - أحمد الجهوري

لم يدر بخُلد زايد بن خليفة القيوضي أن ينتهي به المطاف "باحثا عن عمل" في أي وظيفة كانت و"بأي راتب"، بعد سنوات من العمل في إحدى شركات النفط؛ فالشاب الذي ينفق على أسرته -المؤلفة من زوجته و3 أبناء- يُكافح من أجل سد رمق أسرته، لكنه الآن يواجه خطر السجن.

ذلك جزء يسير من قصة أحد الشباب المُسرحين من أعمالهم، نتيجة للأوضاع الاقتصادية التي تمر بها شركات القطاع الخاص، في ظل غياب مظلة تأمينية حقيقية تضمن لهم توفير أبسط سبل العيش. وقد تحدثت "الرؤية" إلى عدد من المسرحين من أعمالهم لتنقل معاناتهم إلى صانع القرار.

يبدأ زايد بن خليفة القيوضي حديثه بالقول: من أجل أطفالي الثلاثة، أتنقل بين المؤسسات التجارية للحصول على أبسط وظيفة أستطيع من خلالها الوفاء باحتياجاتهم ومتطلباتهم الأساسية، بعدما كنت موظفا في إحدى الشركات النفطية منذ أكثر من 4 سنوات، والأن أصبحت باحثا عن عمل. وقد جاء خبر تسريحي صادما لي ولعائلتي، فبعدما كنت أنعم ولله الحمد بدخل جيد تسير معه حياتي وحياة عائلتي تفاجأت بقرار الإدارة بتبليغي عدم حاجتها لي ولعدد 20 موظفا عمانيا آخرين دون أي سابق إنذار بحجة تراجع المشاريع الحكومية.

ويضيف القيوضي -ونظرة اليأس تطل من عينيه: أصبحتُ مشتتَ البال ومزحومًا بالهموم؛ حيث قيمة قروضي تصل إلى 51 ألفا، مُقسمة بين بنك الإسكان وبنك مسقط، بقسط شهري يصل إلى 300 ريال، والسؤال الذي يدور في بالي كل لحظة: ماذا أفعل؟ وما الذي سأتنازل عنه أو أقوم ببيعه من أجل توفير القسط البنكي؟

أما ناجي بن مصبح الهطالي، فيقول: أصبحتُ باحثًا عن عمل بعدما كنت موظفا على مدار 7 سنوات، ومُلزما بأن أجد وظيفة في أسرع وقت ممكن قبل تراكم المطالبات المادية؛ ومن أهمها: مطالبات (الجمعيات الأهلية)، والتي تطالبني بمبلغ 225 ريالا عمانيا، حيث اشتركت في جمعيتين قبل 3 سنوات، على أن تنتهيا في العام 2022، ومن خلالها استطعت الزواج والاستقرار. راتبي ضعيف، وبالرغم من ذلك -ولله الحمد- كنت قادرا على التكيف وشراء سيارة، لكن سينتهي ترخيصها بعد أيام، وسأكون حينها عاجزًا عن تجديدها، وعاجزا عن استخدامها لتكون عونا لي على التنقل للبحث عن وظيفة جديدة.

ولعلَّ من مفارقات القدر أن والد الشاب ناجي هو أيضا من بين المُسرحين من نفس الشركة، ويقول الوالد مصبح بن ناصر الهطالي: أنا أب لـ12 ولدا وبنتا؛ يعمل منهم 3 فقط. أما البقية، فأغلبهم معي في منزلي الكائن في بهلاء، وأجد نفسي اليوم في حيرة من أمري ماذا أفعل من أجل توفير متطلباتهم الأساسية في ظل غلاء المعيشة والتزامي بدفع فواتير الكهرباء والماء والاتصالات؛ حيث أستلم راتب تقاعدي 200 ريال، والذي لا يكفي لمدة 4 أيام بين ضغوط الالتزامات؛ لذلك أنا مستعد للعمل في أي وظيفة وبأي راتب.

والأزمة أزمتان مع قاسم بن علي البلوشي وهو أحد المُسرحين عن العمل؛ حيث يقول إنه مطالب بسداد 60 ألف ريال إلى بنك الإسكان والبنك الوطني العماني، ويعيش مرارة التسريح للمرة الثانية في عمره؛ حيث عمل سابقا في إحدى الشركات لما يزيد على 10 سنوات، وبسبب انتهاء أعمال الشركة في السلطنة تم تسريحه عن العمل، ومن بعدها في العام 2016 باشر العمل في شركة أخرى؛ لكنه يقول: اليوم أعيش التجربة المريرة من جديد، وكأنَّ العمل في القطاع الخاص مجازفة لعدم وجود الضمان الوظيفي؛ فمن المؤلم جدا أن تشاهد أطفالك الأربعة يطالبون باحتياجاتهم وأنت عاجز عن توفيرها.

تعليق عبر الفيس بوك