هلال الشيادي | سلطنة عمان
عرَفَتْكَ يا ربي الحياةُ وما بِها
وعلِمتَ كلَّ حضورها وغيابها
//
كلٌ له لغةٌ تناجي ربه
إبداعُك اللهم وحْيُ خطابها
//
يجري على عزْف الرياح خشوعُهم
صدعتْ بآفاق السما ورحابِها
//
كل السماوات العُلى لك هينمت
وتنفس الإيمان في أقطابها
//
والبحر شيخٌ خالدٌ متنسّكٌ
مسباحه الموجات في إسهابها
//
والرمل سبح حبُّه بين الثرى
وسنا الثريا سابحٌ بشهابها
//
ولك الغصون ترنمت أفنانها
مخضرةً بين الندى وشرابها
//
والمعصرات بمائها وسمائها
سجدت بملء بروقها وربابها
//
ولك الخمائل والحقول تضوعت
سبحاتها بين الربى وسحابها
//
نطقت بحمدك في غنا أطيارها
وشدت بحبك في شذا أطيابها
//
وبدت بنورك في مدى أطيافها
وجرى نداك على متون شعابها
//
وترتل الأفلاجُ وحيَ جمالها
وسرَتْ مصاحفُها على تسكابها
//
يا ربِّ شاركتُ الحياةَ صلاتَها
فأنا بها بعضٌ ببعض ترابها
//
أرسلتُ في صمتِ الخضوع تضرعًا
وأسلتُ من روحي دموعَ متابها
//
أنا يا إلهي نبضةٌ من مهجةٍ
تمضي على قدرٍ ليوم حسابها
//
وجبلتَها للغي حينا، والهدى
حينا، لتَرفع قلبَها لمآبها
//
حتى إذا تاهت خطاها لم تجدْ
دربا إليك سوى ضياء كتابها
//
ما كنتُ أدخل في الظلام محبةً
لكنّ نفسي لم تسرْ لصوابها
//
ها عدتُ يا ربي وكلي خيفةٌ
من أن أعود لغيها وخرابها
//
آتٍ إليك برهبتي من رحلةٍ
في مهمه الدنيا ومكر سرابها
//
فانثر على روحي هداك ومقبساً
أمشي به نحو السماء لِبابِها