د. أحمد مرسي | مصر
زرعتُ الوردَ فـي شُباكِ داري
وفي الشرفاتِ من فـوق الجدارِ
//
وتهتُ صبابةً ببحارِ عِشقِـي
وفارتْ قــهوتِي دُونَ انتظارِ
//
فكم من عاشقٍ يكويه حُــبٌ
وكم من مُغرمٍ تَحْتَ الحِصارِ
//
جَلسْتُ أبُصُّ في صَفحاتِ عمري
حريقٌ شَبَّ من نارِ السِّجارِ
//
ونازَعَنِي الحَنينُ بذكرياتـِـــي
فَحارتْ مَركبي من غير صاري
//
وإن سألَ الرِّفاقُ فإنَّ دربي
كَعَصْفِ المَوجِ في مـاءٍ ونارِ
//
فَـقدْ أمْسَى السفينُ بلا شراعٍ ؟
وصوتُ الرِّيحِ لحنٌ للقِثَارِ؟!
//
شَكوتُ إليكِ ما أضْنَى فُؤادِي
أنينُ النَّايِ دَمعٌ فِي جتاري
//
وأقــداري على كَـــــفِّي تَهادتْ
كما الإعصارِ في عُمـقِ البِحَارِ
//
وعُـمري بيتُ شعرٍ إثرَ بيتٍ
وأشربُ مِنهُما عذبَ المَرَارِ
//
ووصفي للحسانِ لــهيبُ شوقٍ
تمرَّدَ في الحياةِ على قراري
//
وعيناكِ البريقُ كنورِ فجرٍ
وبحرٌ هائج حَوْلَ الجَوَارِ
//
وفي الأحداقِ تكتُبُنِي حَكايا
تسطِّرُ قِصَّتي فوق المَحَارِ
//
رسَمـتُكِ فِي سَمَاءِ الحُبِّ وَرْدًا
كأنَّ العِطرَ نَجمٌ في المَدارِ
//
وثَغرُكِ في أُجَــاجِ البَّحرِ عَــذْبٌ
وشَهدُكِ للـشِّفَاهِ لَـهِيبُ نَارِ
//
وإنْ أشْرَقْتِ للـدُّنْيا توارَى
بَهاءُ البدرِ من خَلفِ السِّتارِ
//
أسِحْرٌ فِي عُيونِكِ مسَّ عَقْلِي؟
أنا المفتونُ، في العينِ انتحارِي
//
هُنا سَهمُ الهوي ما قد رَمَانِي
لِحَـاظُكِ زاهــدَاتٌ في الحِوارِ
//
ومَـــزّقَ نَصْلُهُ المُـــــــــجنونُ قَلبي
إلامَ الــحُبُّ يَعبثُ بالوقارِ؟
//
وفي خَــــــديْكِ أنهارٌ وخَمرٌ
وشَــوقِي يَكتوِي دونَ اصْطِبارِ
//
أنَا واللهِ لا أسْلوكَ يوما
وهلْ للـعاشقينَ مِـنَ اختيارِ؟
//
وأزْعُمُ أنَّنِي في الـحُبَّ قــيسٌ
وليسَ الــحبُّ ياليلايَ عَارِي
//
وحَسْبي أنَّنِي في الــعِشْقِ صَبُّ
وَعَينيكِ الشفيعُ لَدَى احتِضَارِي
//
ومَنْ عـاشَ الحَيَاةَ بغيرِ حُــبٍّ
فقدْ سَكنَ المــقَابرَ في انْكِسِارِ