قرآن النخل

 

ريم البياتي| سوريا

 

"لعراقٍ هو نصف دمي"

 

أبحثُ عن وجهكَ .. منذُ أتتنا الريح ،

وكنتَ تسُدُّ البابَ ،

وتُقْسمُ ..

إنّ القاعَ أتاكَ صبياً في الحُلْمِ .

عيناهُ الجنّةُ والكفّانِ شَرارْ.

ياعبدَ الجبارِ ..

وكفُّكَ قرآنُ النخلِ ،

وذاك النخلُ

تيمَّمَ شطرا.........

أ تعلمُ ياعبدَ الجبارِ

وأنتَ قصائدُ ضوءٍ  ؟

كيف النهرُ يسيرُ يميناً

والأمواجُ تصيرُ مَرارْ ؟

يا( شدّةَ ) ريحانٍ ..

يومَ أتيتَ .. وكان الماءُ من العينين روافدَ عشقٍ ،

وكنتَ الظمأَ القابعَ في جذرِ الصبّارْ .

أعطني كفّكَ قرآن النخلِ ..

أُرتّلُ بعضَ الاياتِ .

فالضوءُ شحيح ٌياعبدَ الجبارْ ،

وذاكَ القاريُء ضلَّ السطرَ ،

وبدّلَ وجهَ الكوثرِ بالعسكرْ ،

وكلانا في فكِّ الموتِ القادمِ حطبٌ ،

وربوعُ الديرةِ في الصوبين

أوارٌ.... وأوارْ  .

ياعبدَ الجبارِ ..

أتختلفُ الأزمانُ

وبطنُ الأرضِ يُعانقُ في نجواه خيوطَ الماءْ ؟؟

يتكوّرُ حَبُّ الرمانِ ..

يصيرُ قذائفَ ..

ويدانا القاذفْ .

هِبني جلدَك ياعبدَ الجبارِ ... وخذُ جلدي .

لايختلفُ أديمُ الجلدِ ..

ويختلفُ اللونُ قليلاً ،

أو ختمُ المنشأ ،

واطبعْ فوق جبينِك ختمي ،

كي نسخرَ منهم  ياعبد الجبار .

فكلُّ فِخاخِ الظلمةِ ..

في تابوتِ الموتِ الداعرِ.. محضُ هُراءْ .

لاتخشى الظمأ ،

وكفّي ...

إنْ جفَّ النبعُ يفجّر من صوّان الوقتِ مياهَ ضياءْ .

لاتخشاهمْ ياعبد الجبار...

فتلك زواريبُ الحاناتِ كغانيةٍ

ترقصُ في الليلِ ..

وعند الصبحِ ..

تقيُء خناجرْ .

لاتأمنْ ... ياعبد الجبار ..

فنحن (الخردة ) من زمنٍ .

مذ كان النخلُ الى الشطآنْ يسافر.

مابال الماء استعصم أن تغويه حناجر.

مابالُ الماءِ تلوّنَ كالحرباءْ .

ياعبدَ الجبارِ ..

وكفُّكُ قرآنُ النخلِ وآيُ رجاءْ .

هَبني كفيكَ ،

وخذ كفّي ،

لنضيَء العتمَ .. ونُشعِلَ قِنديلَ الفقراء .

لا تخشاهمْ ياعبدَ الجبّارِ ..

فهذا الوقتُ مُواءٌ في أضرحةِ النفطِ .

أ تعرفُ ياوجع الاقمار ... وأنت البخّورُ ونبضُ الفجِر  ؟؟؟

أتعرفُ كيف يصيرُ النفطُ نبيّا  ؟؟؟

وكيف يُفسًرُ حكمَ الشرعِ إمامُ الظهر ؟؟؟

وكيف نصلّى الصبحَ على قائمةِ السكّينِ ، ونُنحَرُ عند العصرْ ؟؟؟

النفطُ إلهٌ ياعبدَ الجبار

خلاسيُّ اللونِ .

يعرفُ ماتكْتمُهُ الكلماتُ  ،

وماتخفيهِ ببطنِ الغيبْ .

للنفطِ نبيٌّ يمْسحُ فوق الماءْ ،

وعصاهُ تُطاردُ سيقانَ (الكفّارِ) منِ الشعراءْ .

(الدينُ ) ... موازينُ عُدول ياعبدَ الجبار .

أترضى أن يوضعَ في كفِّ الميزانِ هراءُ الشعبْ ، وحِكمةُ مولانا العصماءْ ؟؟

لإلهِ النفطِ كذلك بيت 

يعصُم ُماشاءَ الوالي مِن ُطلقاءْ .

ولهُ ألافُ من الحجّاجِ تطوفْ

 ترمي (شيطانَ الغوغاءِ )

بسبعٍ من جمراتٍ حمراءْ .

ارجمْهمْ ياعبدِ الجبّارِ ..

فكلُّ ولاةِ الأمرِ شياطينٌ لُعناءْ ....

ياعبد الجبار...

 وأنت جنين الارض وصبّار البيداءْ

أتخشى الموت....؟؟؟؟!!!!

ومنذُ المهْدِ ينامُ ،

ويأكلُ قبْلك في تابوتِكَ

عفواً مهدَكْ .

ويطلُّ عليك منَ الصنبور

من بابٍ لايخشاهُ الريحُ

من خبزٍ أحمرَ يعجنُه الشرطيُّ الجالسُ خلفَ خيالِكَ

يأكلهُ الفقراءْ...

من نعلك...

لاتضحَكُ ياعبدَ الجبّارِ...

نعالكَ تخصُفُها الأشواكُ

فتحملُ قدميكَ ،

الى أغوارِ النقطة

حيثُ كلابُ الوالي تتلصصُ ،

حتى في نَخِرِ الأسنانِ .

تعرفُ أولادَك ...

 و الأسماءَ..

وتنفخُ في قربةِ قابيلَ وصاياها .

قابيلُك ياعبدَ الجباّرِ ..

مزاميرُ الأسباطْ ،

ونهرُ دمائِك ... محضُ قضاءْ.

 

تعليق عبر الفيس بوك