غرباء

 

وسام العاني| العراق

 

في بابِ شقتِنا الصغيرةِ

حين تخضلُّ العيونْ

 

لمّا أعودُ مع المغيبِ

وتسأليني

كيف حالُكَ

والصغارُ على البراءةِ يسألونْ

 

والحالُ حالُ مسافرينَ

تجرُّهم فوق اشْتعالِ البحرِ

باخرةُ الظنونْ

 

غُرباءُ

لا أوطانَ تذكرُنا

و مثلُ الشوكِ

في جلدِ الجوازاتِ اللعينةِ نابتونْ

 

غرباءُ يشطبُنا الرحيلُ

من الدفاترِ

من مواعيدِ اللقاءِ

وفرحةٍ ظلت مؤجلةً

فنحن على الغيابِ مُسجَّلونْ

 

مُدّي سحابَكِ

فوق يابسةِ القوافي

كي تكونَ قصيدتي

ولِكي أكونْ

 

كي تزهرَ الكلماتُ

من جسدي

ويَعشُبَ فوق جلدي الميتونْ

 

أحتاجُ ضحكتَكِ النَديةَ

حين تُطلقُ بي عصافيرَ الغوايةِ والجنونْ

 

أحتاجُ حضنَكِ

حين تطعنُني القصيدةُ

حين تخذلُني الظنونْ

 

أحتاجُ وجهَكِ

حين يهبطُ من سماءِ البوحِ أغنيةً

تبللُ صمتَ أيامي

تبللُ حيرةَ الشعراءِ في قلمي

تبللُني ..

أنا والشعرُ والأيامُ دونكِ يابسونْ

 

أحتاجُ عطرَكِ

يغسلُ الغاباتِ في صدري

يثيرُ غوايةَ الحرفِ المخضّبِ بالشجونْ

 

أحتاجُ فضةَ صوتِكِ المنسابِ

من أعلى الصلاةِ نبوءةً

تتلو على المنفيّ في جسدي

تراتيلَ السكونْ

 

أحتاجُ دمعَكِ

يا حبيبةُ

يسكبُ المعنى عليَّ

فمَنْ أنا مِن غيرِ دمعِكِ .. مَن أكونْ.

تعليق عبر الفيس بوك