عدد جديد من "التفاهم" يناقش أخطار ومبادرات "وحدة الأمة"

الرؤية - مريم البادية

صَدَر العددُ رقم 65 من مجلة "التفاهم"، وهي فصلية فكرية إسلامية تصدُر عن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وتهدف لترسيخ الإسلام الذي يقُوم على التفاهم وحق الاختلاف وتعددية وجهات النظر، وإعادة الاعتبار بالاجتهاد؛ بوصفه مسألة حيوية في الفكر الإسلامي، والعمل على إصلاح مَوَاطن الخلل في الفكر فيه.

وتتحدَّث المجلة في هذا العدد عن الأخطار التي تُؤثر في المجتمعات وكيانها، وتركِّز على الشعبوية وظواهرها وآثارها على هذه المجتمعات، وأبرز الدراسات التي كُتبت في هذا المجال؛ فالشعبوية هي حركة ذات مضمون ثقافي واجتماعي وسياسي، دخلت في مواجهة مع العنصر العربي، وكان لها دورها البارز في خلخلة أسس دولة الأمويين، كما لعبت دورا مهما في تحديد معالم مرحلة ما بعد الدولة الأموية في المشرق كما حدث في الأندلس.

ويذكُر عبدالرحمن السالمي في افتتاحية العدد عن "وحدة الأمة.. الأخطار والمبادرات"؛ حيث يركز فيها على أبرز المخاطر الداخلية التي لحقت بالأمة بعد وفاة الرسول الأكرم، والفتنة التي حدثت بعدها. ويتناول العدد في أحد محاوره الأفكار الشعبوية في العصر الحديث للدولة الأوروبية؛ حيث يذكِّر الكاتب أحمد زايد بأن النزعة الشعبوية تشير إلى موقف سياسي يركز في أفكاره وأنشطته السياسية على "الشعب"؛ حيث توضع الجماعة أو الجماهير في مقابل النخبة. وأشار إلى أنَّ الشعبويين يتميزون بالتعالي والانغلاق وجمود الفكر. ولقد كانت النزعات النازية والفاشية أكثر أشكال الشعبوية تطرفا وانحيازا نحو العداء للديمقراطية وحقوق الإنسان.

أما قسم الدراسات في المجلة، فيتحدث عن الأدب المقارن؛ وهو العلاقات المتبادلة بين الآداب المختلفة التي كُتِبت بلغات متعددة كالنص العالمي "كليلة ودمنة"، كما يتطرق لدراسات في الترجمة والأسباب التي استدعت ظهور هذا النشاط. ويشير العدد إلى نظرة الإسلام لحرية المعتقد كقاعدة صلبة للتعايش، وتجسيد ذلك عمليا في مجتمع المدينة الأول. واستعرض أيضا رحلة الرحالة الأمريكي لوكر عام 1866 من بومباي إلى مسقط. ويُختتم العدد بما كتبه الدكتور رضوان السيد عن "الإسلاموفوبيا: من الخصوصية إلى الكراهية"؛ حيث يذكر أن المتغيرات المتمادية ما لبثت أن اصطدمت بالأنظمة في الدول العربية والإسلامية ثم بالعالم الأوسع، وهو ما صار يعرف بالإرهاب.

تعليق عبر الفيس بوك