هذيان

 

سهام الدغاري| ليبيا

 

يروق لي المراقبة عن بُعد

كمراقبة تفريخ الكلمات وهي تتكاثر لتشكل قصائد مطاطة تلوك نفسها

تُقرأ من جهاتها الخمس

وفيما يخص تأويلها فهي خواء

تفقص صباحًا لتمتطي ظهور بعضها

وفي المساء تصطنع فرضية الطيران لينبتَ لها ريشٌ

هكذا سوَّلتْ لها نِيّة الوصول دون عناء

كما سُوِّلَ لليل أن يزمَّ شفتيه عن قمر مُعتم

يتصدع عند أول الضوء حتى آخر انطفائه

ضَجِراً من صحوة الهذيان

في حين يبحث بدأبٍ عن إغفاءة للصحو

يستمر في تقليب السَّراب ومُخيلته تستعد للغرق

يُقال:

إن إهدار الوقت في استنساخ الأحاديث يضعك بين احتمالين

حتمية الركون للنهايات الرديئة

أو أن ترفع عن الصمت وِزرَ احتلامه

وأنت بين هنا وهناك

تذرع الليل بقصائد جافة

وأنا أرقب

تجمع النهر في عيني

دون أن يسيل

وعند اختمار الفكرة

أُزيحها عن صراطها

وأدعي أنَّ هذا يروق لي.

تعليق عبر الفيس بوك