أبو نبراس البوصافي | مسقط
سأخلعُ عنْ هوى قلْبي التَّصابي
وأخلعُ حلَّتي وكذا شبابي
//
وأخلعُ نعْلَ أيَّامي سِراعاً
وأسكبُ عبْرتي شوْقي عذابي
//
وأكتبُ كلَّ قافيةٍ بجَمْرٍ
تعتَّقُ في دموعِ الاغْترابِ
//
برمحِ الشَّوقِ أخدشُ نبْضَ قلْبي
أسافرُ في فراشاتِ الضَّبابِ
//
أنادي الياسمينَ على ذبولٍ
وأبحثُ في سجِلَّاتِ الغِيابِ
//
وأقرأُ كلَّ مدْحٍ في انْبِهارٍ
ويُعجزُني الرِّثاءُ عن الخطابِ
//
قوافي الشعرِ قد ولدَتْ بِكفِّي
أراجيزاً بها أحْلى الثِّيابِ
//
ستفنى في غياهِبَ من سرابٍ
وتُنْسى مثل أكْلٍ أو شرابٍ
//
ولكنْ إنْ سبَكْتُ بها نبيًّا
مدى الأزمانِ تُحْدى في الرِّكابِ
//
تضَمَّخُ في شرايينِ الحَشايا
بمسْكِ غزالِ قعْقعةِ الحِرابِ
//
نعمْ تبدو رياشًا سابغاتٍ
تَبلْوَرُ أنجُمًا في كلِّ بابِ
//
بخَطِّ الثُّلْـثِ قد كُتِبتْ عليْها
رسولُ اللهِ أحمدُ بِاقْتضابِ
//
هو القاموسُ يُجلي كل كرْبٍ
هو التِّرياق في قصفِ الصِّعابِ
//
هو النور المُغمَّدُ في صباحٍ
هو النسرينُ في الأرضِ اليَبابِ
//
هو البدرُ المُنيرُ على اكْتِمالٍ
هو الإشراقُ ما بين الشِّعابِ
//
محمدُ خير خلْقِ اللهِ طُرَّا
شفيعُ الناسِ في يوم الحِسابِ
//
بأحمدَ تستقي عيني ضِياها
ويحلو لي التَّفاخرُ في الصِّحابِ
//
صلاةُ اللهِ ما شمسٌ أهلَّتْ
وعيني في السَّماءِ على الشِّهابِ