مساجلة شِعرية ليبية

...
...
...

 

علي حورية والمهدي الحمروني| ليبيا

 

  1. علي حورية:

يا مهدي

هل عليّ أن أعيد قراءة ديوان عنترة

قبل أن أبدأ في الكتابة لك

هل عليّ أن أبحث عن لغة أكثر دقة وإيجازا

وأنت تضع ألفاظك بحذر وعناية

مثلما يضع الجواهري فصوص الخواتم

والمصرفي أرقام الحسابات

مثلما يضع صانع القنابل آخر زنبرك

ربما عليّ أن أتقمصك

وأكتب لك بلسانك

وأقول:

حين تشرع في الكتابة

أتخيل ابتسامة من حكمة ودهاء

تُرتسم على محيا مخيلتك النبيئة

وأنت تفتتح معراج تباريحك

وتُخرج من إزار غيمة سافرة

مشكاة فادحة الغلو

صورة لنهد موارب من خِدر خجول

يشي بدغل من زعفران وحبق

وربما علي أن أمتطي أحد جِياد الخليل

كما تحب دائما وأقول:

يا مهدي

ارجُمْ سماء الشعر ياحمروني

                                       نكّلْ به أرهِ عذابَ الهونِ

//

 

أَرْجعتَه لغباره وعويله

                                  وجعلته تمرا على عرجون

//

وصهرتَه حتى استحال لمارجٍ

                                وانسلّ من صلصاله المسنون

//

فكأنما تلك النصوص طلاسم

                              قد صيّرت لك من كتاب البوني

 

يامهدي

حين أقرأ لك

أشعر أن نصوصك لم تُكتب بقلم

وإنما بمِخيط

وأن دِلاء قريحتك لم تُملأ من بئر

وإنما من سماء

***

المهدي الحمروني:

يااااااعلي

اتركني أقرأ أرجوك

أنا في حالة نفيرٍ

مدججةٍ بالمشاعر

لطالما نقرنا الشعر في

حقل سجاله

نحو مطلع الفجر

لذاكرة الدرب الطويل إليك

من "ودّان" إلى "الشواهدة"

دعه يمضي مأمورًا

لينيخ بيرق اشتعاله

في عتمة الجحود والنكران

وأنت تكتفي بانتخابه لنبضي

سأنوب عن الكون بتلقيكما

فماذا عليّ أن أستنطق

من صباح لجوابك؟

علّقهُ على هذا المساء اليتيم

أنت توحّدني أمام شتاتي السحيق

كيف أزفُّ هذا التكريم على خَلَفي

وأبشّر حائطي بلوحة خلده

لكم أخشى من صراعهم على إرث وسامك

وعلى جدراني من التنازع عليه

لكني سأحتاج لقاموسٍ من رأفةٍ

تغيثني إلى الأبد

أنتظرُ أن أنتبذ لمحةً

خاطفةً لأنسكب

وليلاً شاعرًا لتأويل صوتك

وصومعةً تُحلّق بي

إلى غيم خطابك

كم ستمنحني صافرتك

من وقتٍ مُمدّد

للتعافي من ربكة الدهشة

ها أنت تصوب من شروقك

العظيم

بزوغاً ليومٍ مؤهلٍ

لسيرتي الخاصة

ها أنا أستنفر عناق صبيتي

لمن يزمّلني من قشعريرة

سحر تنزّلك في القلب

وأوزّع الشوكولا لهم نقاهةً

بحاتميتك

أيُّ صدفة اصطفيتها لمواقيت

توثيق لحظة الميلاد؟

قبل أن ينتقي قلوب

نخبته بتؤدة

تقول ابنتي: يا أبتي؛

لن يبرد لك دمٌ وتنام

حتى تعانقه بنص

ها أنت تحمِلُني كعشيرةٍ تتلقى

أسيرها الطليق

وكبلادٍ بارّةٍ

تُكرم بنيها قبل

الأفول

وأقول أنا:

لازلت تغزل في ضياء عيوني

                                    ما تقرأ الرؤيا على التدوين

//

أودعت دَينَك في صحائف سيرتي

                              ونقشت صوتك في شغاف متوني

//

أعِد النبوة للقصيدة إنها

                                    وقعت بحب خيالك المفتون

 

وارفق بهامش من يرون كرامةً

                                   أن يُحتفى بالحسن في التأبين

تعليق عبر الفيس بوك