خربشات مجنونة

 

ريناس إنجيم | ليبيا

 

كلما مررت بجانب قصائدك

أسمع أنينا مرعبا

كان مبحوحا من شدة الوهن

 يستنجد بي

يرجوني أن أفك قيده

يلح علي أن ألقي نظرة عليه

ولـ شدة خوفي

هرعت دون وعي

أكشف غطاء تلك القصائد

هالني المشهد

وكـأن أسدا غرس أنيابه بداخلي

فـ انتزع روحي

وأبقى قلبي على قيد الوجع

أتعلمون ما رأيت؟!

رأيتني في قصائده

فاتنة عصري

وملكة مشاعره

وإلهة أبجديته

وطفلته التي لا تكبر

وعذراؤه البكر

التي لم يجرؤ فارس

على فض بكارة قلبها

يعتصر الحب من ذاكرة حروفه

كلما فاض به الحنين

يكتب عني ما يعجز عن فعله معي

يلعن المسافات

يشتم العمر

يسبُّ الحظ

ثم يعيد الكرَّة

لـ يكتب عن جنوني

وصباحاتي

وضحكاتي

وغيرتي

التي أعادته شابا يافعا

يمارس غواية الحرف

ويضاجع الكلمات

لـ أكون قصيدته التي

حملها سنوات بين طيات اليقين

وأنجبها في زقاق الضائعين

بلا هوية

ولا لغة

وحمّلها وزر إثم

نزوة عابرة

لـ تغفو على ذراعي

رجل عابر

كان يتقن فن العبور

وأسمع أنا أنينها

على بعد أميال من الذاكرة

وسط جمهور من الدهشة.

 

تعليق عبر الفيس بوك