"فايننشل تايمز": كوريا الجنوبية تمر بأسوء فترات النمو خلال نصف قرن

ترجمة- رنا عبدالحكيم

قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن الاقتصاد الكوري الجنوبي يمضي في طريقه نحو واحدة من أسوأ فترات النمو التي امتدت لعامين على مدار أكثر من نصف قرن؛ حيث يتضرر من التباطؤ الاقتصادي في الصين، وعدم اليقين بشأن الحرب التجارية بين بكين وواشنطن وتراجع سوق الرقائق الإلكترونية.

وقال البنك المركزي الكوري الجنوبي إنه من المتوقع أن يسجل الاقتصاد الذي يحركه التصدير، والذي يُنظر إليه كمصدر رئيسي لسلسلة الإمداد بالتكنولوجيا في المنطقة، نمواً بنسبة 2% في عام 2019، بانخفاض عن نسبة 2.6% المتوقعة في بداية العام. وسيكون هذا أدنى مستوى له منذ الأزمة المالية العالمية قبل عقد من الزمن.

ويرتبط مصير رابع أكبر اقتصاد في آسيا ارتباطًا وثيقًا بالطلب العالمي على الإلكترونيات والصين؛ حيث تمثل الصادرات 45% من إجمالي الناتج المحلي للبلاد والصين تمثل ربع شحنات البلاد الصادرة.

وقلص بنك كوريا توقعاته للنمو لعام 2020 إلى 2.3% من توقعاته البالغة 2.5% في يوليو، على الرغم من أنه قال إن شهور الانخفاضات في الصادرات والاستثمارات في المصانع الجديدة ستنتهي بحلول العام المقبل.

ووفقا لسجلات البنك المركزي التي يعود تاريخها إلى عام 1954، لم يتم تسجيل فترة سنتين متتاليتين مع نمو أقل من 2.5%. وخلال الأزمة المالية العالمية، انخفض نمو الناتج المحلي الإجمالي من 2.8% في عام 2008 إلى 0.7% في عام 2009 قبل أن ينتعش إلى 6.5% في العام التالي.

وقال لي جو يول محافظ بنك كوريا، للصحفيين بعد الإعلان عن انخفاضه الثالث في مراجعة هذا العام: "المراجعة هي نتيجة الأداء الاقتصادي في الربع الثالث الذي كان أقل من التوقعات، وتأخر في انتعاش صناعة أشباه الموصلات العالمية".

وتقوم سيؤول بتطبيق أكبر برنامج تحفيز مالي لها منذ الأزمة المالية العالمية، وقد وصف مون جاي رئيس البلاد، الظروف بأنها "وضع اقتصادي" خطير.

وأبدى بعض المحللين والشركات تفاؤلا حذرًا خلال الأشهر الأخيرة، معتقدين أن التراجع الدوري لسوق شرائح الذاكرة قد انتهى، ومن المؤمل أن تستكمل واشنطن وبكين صفقة "المرحلة الأولى" لإيقاف حربهما التجارية مؤقتًا.

وأبقى البنك المركزي أسعار الفائدة عند مستوى قياسي منخفض بلغ 1.25%. وقال إنه يريد أن يرى تأثير تخفيضات أسعار الفائدة السابقة في هذا العام ومراقبة التطورات في المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين قبل إجراء أي تغيير آخر في السياسة النقدية.

ومع ذلك، فقد حذر البنك أيضًا من أن النمو الاقتصادي العالمي والأسواق المالية من المرجح أن تتأثر بـ"انتشار الحمائية التجارية".

ويشعر بعض الاقتصاديين بالقلق إزاء استمرار حالة عدم اليقين في التجارة بما يؤثر على العملات الآسيوية، بما في ذلك الوون الكوري، الذي انخفض بنحو 6% هذا العام.

وقالت مجموعة فيتش في مذكرة بحثية هذا الأسبوع "نحن نتوقع عودة تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في عام 2020 على الرغم من التفاؤل الأخير المحيط بصفقة ‘المرحلة الأولى’، فبالنظر إلى استمرار الخلافات الهيكلية بين الطرفين، فهذا لا يبشر بالخير بالنسبة لتوقعات العملات الآسيوية".

تعليق عبر الفيس بوك