معاوية "يترجم متاهة الأرواح لـ"زافون"

 

فيروز بشير شريف | الجزائر

 

صرّح المترجم السّوري "معاوية عبد المجيد" أخيرا عن صدور رواية "متاهة الأرواح" للكاتب الإسباني البرشلوني "كارلوس زافون"، وتجدر الإشارة بأنّ رواية "متاهة الأرواح" تعدّ الحلقة الرّابعة والأخيرة من سلسلة "مقبرة الكتب المنسيّة" الّتي بدأت برواية "ظل الرّيح" الشّهيرة لتليها رواية "لعبة الملاك"،ثمّ رواية "سجين الماء"، فرواية "متاهة الأرواح".

المترجم "عبد المجيد معاوية" سبق وصرّح عن صدورالرّواية،وقد تزامن تصريحه ذاك و اليوم العالمي للتّرجمة، وقد انتظر القارئ الجزائري كغيره من القرّاء العرب الّذين يثقون في تفرّد وجودة الأعمال الأدبيّة العالمية المترجمة من طرفه، حصولهم على الرّواية من خلال مشاركة دار "منشورات الجمل" في فعّاليات المعرض الدّولي للكتاب بالجزائر/2019 .(من 30 أكتوبر إلى غاية 9 نوفمبر) في دورته 24الّتي نظّمت تحت شعار "الكتاب قارّة"، وتمّ تسجيل مشاركة 1030 دار نشر، موزّعة على 298 جزائريّة،و323 عربيّة،و409 دار أجنبيّة حسب ما صرّح به محافظ صالون الجزائر الدّولي للكتاب "محمّد إيقارب" في إحدى النّدوات الصحفيّة.دار "منشورات الجمل" ومن خلال مشاركتها في المعرض الدولي للكتاب بالجزائر لهذا العام وفّرت الأجزاء الثلاثة من سلسلة "مقبرة الكتب المنسيّة" باستثناء الجزء الأخير "متاهة الأرواح"، ممّا أثار تساؤلات عديدة عند القرّاء،أزال عنها الغبار المترجم البارع "عبد المجيد معاوية" في آخر تصريح له بشأن صدور الرّواية، والتأخّر في الإصدار بالأساس شخصي يتعلّق بالمترجم على حسب ما يفهم من التّلميح الّذي جاء في آخر ما صرّح به معاوية عبد المجيد بشأن الرّواية، كما أنّه يتعلّق أيضا بالسّلطة اللبنانيّة وتماطلها في الاستجابة لمطالب شعبها.

يقول عبد المجيد معاوية: "تأخّر الإصدار بسببي أوّلا،الحياة صعبة! وثانيا بسبب السّلطة اللّبنانيّة الّتي تماطل في الاستجابة لمطالب اللّبنانيين، ما أدّى إلى تعطيل بعض المصالح وتوقّف عدد كبير من المطابع عن العمل، وتأجيل معرض بيروت الدّولي للكتاب، إلخ.الأمر ذاته يحدث في العراق."

العمل وكما ذكر معاوية عبد المجيد يتكوّن من ألف وأربعين صفحة، وبالتّالي القرّاء على موعد مع رحلة أخرى متفردة مع "زافون" ونفسه الطّويل جدّا في السّرد والتّخييل والإمتاع.

ونذكر بأنّ الكاتب الإسباني البرشلوني"كارلوس زافون" اهتم في بداياته بالكتابة في أدب الشّباب،لينشر أوّل رواية له عام 1993 الموسومة بعنوان"أمير الضّباب" ،وقد حقّقت هذه الأخيرة شهرة واسعة ،لكن يبقى العمل الرّوائي الأكثر رواجا وشهرة للكاتب والّذي حقّق مبيعات خياليّة ،رواية "ظل الرّيح" وتعدّ الإصدار الأوّل من سلسلة "مقبرة الكتب المنسيّة"، وقد صدرت في لغتها الأم عام 2001،وترجمت إلى العديد من اللّغات من بينها اللّغة العربيّة.

رواية "متاهة الأرواح" الصّادرة عن دار "منشورات الجمل" اللّبنانيّة بترجمتها إلى العربيّة، تعدّ الجزء الرّابع والأخير من رباعيّة"مقبرة الكتب المنسيّة" كما أسلفنا الذّكر، الرّواية صدرت في لغتها الأم عام 2016 لينقلها إلى العربيّة "معاوية عبد المجيد"، ويجدر الإشارة إلى أنّ كل ما يترجمه "معاويّة عبد المجيد" يحظى بمتابعة وثقة كبيرتين من طرف القرّاء. "معاوية عبد المجيد" سبق و حصد جائزة "جيرارد و دا كريمونا لترويج التّرجمة في حوض المتوسّط" عام 2018، وتعدّ الجائزة قيّمة وعالميّة تمنح كل عام للمترجمين عربا كانوا أو أوروبيين،نظير ما يساهمون به في إقامة علاقة تعالق بين الشّعوب بتعريفهم على ثقافات بعضهم. المترجم فاز أيضا بجائزة"الشيخ حمد للتّرجمة والتّفاهم الدّولي (فئة الجائزة التّشجيعيّة للتّرجمة) في نفس العام.

وفي حوار أجراه معه الكاتب السّوري "عبد اللّه مكسور" في صحيفة "العرب"، سئل المترجم "معاوية عبد المجيد عن رؤيته لحال القراءة في العالم العربي، فأكّد على أنّ عدم اهتمام المواطن العربي بفعل القراءة بوعي وجدّية يعدّ من أهم أسباب خراب ومآسي عالمنا العربي.

المترجم المجيد "معاوية عبد المجيد" يعتبر من أبرز المترجمين الّذين يدين لهم القارئ العربي بالكثير، بدأ الدّراسة في دمشق في كلية الآداب (قسم اللّغة الفرنسيّة و آدابها) لكن لم يكمل وسافر حسب ما صرّح به في إحدى حواراته إلى إيطاليا لدراسة الأدب الإيطالي،ليعود مجدّد إلى دمشق لتدريس اللّغة الإيطاليّة في جامعة دمشق،وبعد اندلاع الحرب في سوريا،اتّجه مرّة أخرى إلى إيطاليا وفرنسا لاستكمال الماجستير في "الثّقافة الأدبيّة الأوروبيّة" عن قسم التّرجمة الأدبيّة من جامعة بولونيا الإيطاليّة، وجامعة ميلوز الفرنسيّة.

ترجم معاوية عبد المجيد أعمالا أدبيّة كثيرة ،نذكر منها:"رباعية (مقبرة الكتب المنسيّة) بما فيها "متاهة الأرواح لزافون،ورباعيّة نابولي للكاتبة الإيطالية إيلينا فيرانتي (صديقتي المذهلة، وحكاية الاسم الجديد، والهاربون والباقون، حكاية الطفلة الضّائعة)، و(بيريرا يدّعي) لأنطونيو تابوكي، و(اليوم ما قبل السّعادة) لإنريكو دي لوركا، و(ابنة البابا) لداريو فو، و(لا تقولي إنّك خائفة) لجوزبّه كاتوتسيلا، و(كلهم على حق) لبابلو سيرانتينو.

تعليق عبر الفيس بوك