د. وليد جاسم الزبيدي| العراق
تقحّمتَ الحياةَ وكنتَ فردا
ومن بين النجومِ بزغتَ فردا
//
أنختَ الليلَ صبحاً تعتليهِ
شموسٌ صغتَها لغدٍ يُفدّى
//
عزمتَ فأيقنَ الماضونَ طُرّاً
بأنّكَ صرتَ للجلاّدِ لحدا
//
لأنّكَ ما أردتَ القصرَ قيداً
فَداكَ الطينُ فاستذوقتَ شهدا
//
لأنّكَ دُرّةُ الأزمانِ مهما
تقادمَ عمرُها تُجلى فتندى
//
لأنّكَ للطّغاةِ شمختَ حرّاً
لأنّكَ للحُفاةِ مُلكتَ عبدا
//
تُسائلني العيونُ لقدْ صبرْنا
أبَعْدَ الصّبرِ موعودٌ سيُهــدى؟
//
أَبعدَ الأبعدينَ هنا لقاءٌ؟
أَبعدَ الأقربينَ عِدىً ألدّا؟
//
أضاعونا (وأيّ فتىً أضاعوا)
ألوفاً في المقابرِ لنْ تُـعَـدّا
//
سَلِ التاريخَ لن يُنجيكَ طيبٌ
فتلكَ حرابُهم تُنبئكَ رَدّا
//
فلا بينَ الصقورِ هنا حمامٌ
وهذا الشوكُ لن يعطيكَ وَرْدَا
//
وللمُحتلِّ أنيابٌ وظفْرٌ
يُبدّلُ آجلاً منْ فيهِ جِلْدا
//
يُفرّقُ أمّةً ويُذيبُ أخرى
وينحرُ أختَها ويديرُ خَــدّا
//
(فتقتلنا المنونُ بلا قتالٍ)
وتذهبُ ريحُنا شيبـاً و مُرْدا
//
سلامٌ والسلامُ لهُ دروبٌ
ستأوينا معاً أَبّاً وجَدّا
//
عراقٌ والعراقُ سوادُ خيرٍ
سيهزمُ طامعاً ويفكُّ قيدا
//
إذا وقفَ الجميعُ وكانَ صوتٌ
يصكُّ مسامعاً ويفُلُّ كبدا
//
إذا كانَ السلامُ على بلادي
رداءً فالهوى طيفٌ وأكدى
//
إذا نهضَ الجياعُ وكانَ خبزاً
سيبنونَ السماءَ وما أشَدّا
//
تخيّرتَ الصّعابَ وكنتَ صعْباً
تصارعُ تارةً وتطيلُ نقدا
//
على تلكَ العروشِ على المنايا
تُسابقُ هاجساً وتُطيلُ رصْدا
//
فكُنتَ صدورَها في كلّ آنٍ
لتُثبِتَ للدُّنا ما زلتَ وِرْدا
//
وإنّ الوعدَ آتٍ ليسَ إلا
سينظمُ جيدَهُ عِقْداً فعقدا
//
لينهضَ في العُلا جيلٌ جديدٌ
وأوطانٌ تُصانُ لتُستردّا
//
سنسعى في الطريقِ ولا نُبالي
لنقطفَ والربيعِ هناكَ مجدا