"اليابان تايمز": مقترحات من فرنسا وألمانيا لإصلاح "الناتو"

ترجمة- رنا عبدالحكيم

حددت فرنسا وألمانيا مقترحات منفصلة لإصلاح حلف شمال الأطلسي "ناتو" بعد أن وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الحلف بأنه يعاني من "موت عقلي"، مما فجر ضجة قبل أسابيع من عقد قمة حاسمة، على ما ذكر تقرير نشرته صحيفة اليابان تايمز.

واستغل وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان الاجتماع الذي استمر ليوم واحد مع نظرائه الـ28 في حلف الناتو لشرح ما قصده ماكرون وتقديم أفكار للتحسين. وقال ماكرون في مقابلة مع مجلة "إيكونوميست" إن التوغل العسكري التركي في سوريا وعدم القدرة على التنبؤ بالعقبات في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يشير إلى فشل التفكير الاستراتيجي في الناتو.

واقترح لو دريان تشكيل "مجموعة صغيرة من الشخصيات البارزة" للتفكير في "رؤية التحالف لقيمه وأهدافه" وتقديم تقرير إلى القادة في قمتهم في عام 2021.

وقال لو دريان للوزراء إن الخبراء يجب أن يركزوا على علاقة الناتو بروسيا والتحديات المستقبلية لأمن الحلف، وخاصة الإرهاب وصعود الصين وتأثير التكنولوجيا العسكرية الجديدة.

وبشكل منفصل، اقترح وزير الخارجية الألماني هيكو ماس فريق خبراء برئاسة الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ لتعزيز التفكير السياسي، قائلاً إنه من الضروري الحفاظ على التحالف، الذي وصفه بـ"التأمين على الحياة في أوروبا".

وقال ماس للصحفيين "الأمر المهم هو التأكد من أن الناتو، موحد كما نعرفه، وسيظل هكذا في  المستقبل وأنه لا توجد نزعات انقسامية داخل الناتو".

ويسافر ستولتنبرغ سيسافر إلى باريس هذا الأسبوع لمقابلة ماكرون شخصيًا  ومناقشته في الاقتراح الألماني. وقال "إن الهدف من الاقتراح هو النظر في كيفية تعزيز الناتو كمنصة لمواجهة التحديات السياسية التي نواجهها معًا".

ولم يكن لدى حلف الناتو عامًا سعيدًا بعيد ميلاده السبعين؛ حيث جاءت تصريحات ماكرون إلى جانب شكاوى ترامب المستمرة من ضعف الإنفاق الدفاعي الأوروبي والمخاوف المتزايدة بشأن تركيا التي اشترت صواريخ من روسيا وشنت عملية عسكرية في سوريا مع اعتبار ضئيل للحلفاء.

ويصر المسؤولون الفرنسيون على أن ماكرون قام بخطوة جريئة وضرورية من خلال توضيح الحقائق التي ينكرها الحلفاء الآخرون.

لكن تصريح ماكرون بأن على أوروبا أن تحاول ضمان أمنها دون الاعتماد على الولايات المتحدة أثارت غضب حلفاء أوروبا الشرقية الذين يشعرون بالتهديد المباشر من جانب روسيا.

ويشير دبلوماسيون من دول أخرى إلى أنه من غير الواقعي في الوقت الحالي أن تعتقد أوروبا أنها تستطيع الدفاع عن نفسها دون مساعدة من الولايات المتحدة. وتشير تقديرات الخبراء إلى أن سد الفجوة سيكلف مئات المليارات من اليورو.

وبعيدًا عن المشاحنات السياسية، أعد وزراء الخارجية جدول أعمال لقمة مرتقبة الشهر المقبل في لندن. وحدد الوزراء رسميًا الفضاء كمجال للصراع - إلى جانب الأرض والبحر والجو والفضاء الإلكتروني، على الرغم من أن ستولتنبرغ أصر على أن الناتو لن "يسلح" الفضاء.

وبينما تقع الصين خارج نطاق حلف شمال الأطلسي التقليدي الأطلسي، قال ستولتنبرغ إن دور بكين المتنامي كقوة عسكرية كبيرة واستثمار كبير في تكنولوجيا الدفاع الجديدة له آثار على أمن الحلف.

تعليق عبر الفيس بوك