الغانية

 

رياض عمري| تونس

 

تسأل جيب الشارع الأحمر

عن حانة "الزمن الحزين"

تمتص خطاها أحلام اليقظة

هائمة ترتل بيتين من صبابة العشق

وجدتني في الركن

تتقدمني طاولة عرجاء الفهم

أفسر الرؤى بالماء

جلست دون مقدمات من نسيج الخشب

سكبت شذاها على العزلة

أخذتني من كائناتي الرجيمة

قالت قرأت من كتب السماء

وأتيتك راجية

دعني أمتص منك رحيق العمر

ضائعة أقتفي شبحك

يركلني الحنين والدمع

دعني أنتقم

أستل من شوقي أصابع اليتم

فليرحل الوجع

أنا امرأة أتعبها الدهر

شجرة تلهو بها عناكب المدن

أغصاني احطتبوها أعمدة

تتهافت أصواتهم في خيوطها

وخلايا الوقت تنقبض وتنهمر

متعبة تشتد بي اللوعة

قشة في مياه الآسن تنتفض

أشتاق جنونك

من لهفتي للحكاية يتقد

عيني تحمل وجهك

في حيرة السؤال طيفك يغرقني

ابنِ لنا عشا في السفح يشتبك

جدارنا جبل وعلى مدى البصر زيتون

يرفرف فوق ريشه الطير

تيبست طلحة شح ماؤها

وانتفاخ الصدر يلثمه طفل

من صغار الجن يلتهب

عد بنا أول البدء

خارج حرب الأخوة أيام السبع

قبل قبل بأزمنة تتكور

راقصة على طبول الحرب

عد بنا أول البدء

نتبع خرائط المهندسين وطرق الجغرافيين وخطط الرياضيين رحالة عبر الفكرة

نغرس تفاح الله

ونتقاسم مع الشيطان والملائكة البعث

أخوة ثلاثة في فكرة الله

خيالا ينبجس كالنبع ساعة ينهمر

عد إلى أول الشك واظفر بمخدعي ريحانة ترقص برمالها جنيات الوجد

وتغنيك عن عد خطوات من مروا بك

في العزلة ولم يسألوا

ولن يسئموا من التآمر والنهش

قلت يا ابنتي ويا شقيقتي

رب الجوع كافر

والمحبة هي العاهرة.

تعليق عبر الفيس بوك